إلى أن الأمريكيين الحاليين مثل أجدادهم السابقين "يؤمنون بأنهم محط عناية إلهية وقدر إلهي محتوم".
لكن اليمين المسيحي الذي ينتمي إليه (جورج بوش) صاغ هذه الأفكار الثيولوجية صياغة سياسية عملية. حيث يرى أن (بوش) ومَن ورائه من الأصوليين المسيحيين واليهود في أمريكا، يمثلون فلسفة دينية أساها العنف والكراهية والتكبر، في وقت تحتاج فيه البشرية إلى التواضع والإنصاف واعتماد النسبية في تقويم الأفراد والأمم، فلا يوجد بين البشر من هو شرير بشكل مطلق ولا مَن هو خيِّر بشكل مطلق، ولا يوجد في البشرية (محور شر) و (محور خير) كما يريد بوش أن يقنعنا بذلك اليوم" (١).
كما أن الكنائس الأمريكية الكاثوليكية والأرثوذكسية والإنجيلية المختلفة، بدأت ترفع صوتها منددة بالتوظيف السياسي للدين، الذي يتناقض مع ما تقول به العقيدة المسيحية حتى أن القس (ملفين تالبيرت) رئيس الكنيسة الميثوديه، التي يعتبر الرئيس (بوش) أحد أبنائها قال في مقابلة تليفزيونية أجريت معه: "إن سياسة إدارة الرئيس بوش في الحرب على العراق ستنتهك الشريعة الإلهية كما تنتهك تعاليم السيد المسيح". كما أطلقت مجموعة ضغط مسيحية ليبرالية في واشنطن نشاطاً مكثفاً، لمنع إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي (بوش) ومواجهة نفوذ المحافظين الجدد من المسيحيين اليمينيين، والصهاينة الذين يرسمون لبوش سياساته واستراتيجياته. وقالت (بريندا بترسون) مديرة (شبكة الزعامة الكهنوتية): "إن الإدارة تتلاعب بالدين بمستويات غير مسبوقة ومثيرة للغضب. ونددت بما سمته (عقلية رعاة البقر) التي تنتهجها إدارة (بوش). ويقول رئيس المنظمة (البرت بينيباكر): "نحن هنا لتشجيع التغيير في القيادات الفاشلة وسياساتهم الأكثر فشلاً. وعملنا يركز على تجميع الليبراليين ليتحدوا في مواجهة إدارة بوش وسياساتها الخارجية والاقتصادية وهي الإدارة التي تحاول تمييع أساسيات الفصل بين الدولة والكنيسة،
(١) بوش .. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية/بقلم محمد بن المختار الشنقيطي - الجزيرة نت ٢١/ ٣/٢٠٠٤