للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتنتهج سياسات خارجية تعتمد على البطش وتهديد الدول الأخرى، وسياسات داخلية تكافئ الأغنياء على حساب الفقراء والأطفال" (١).

ولا شك في أن اشد عبارات التنديد المسيحية بسياسة الرئيس (بوش) وردت على لسان البابا الراحل (يوحنا بولس الثاني)، الذي قد أوفد الكاردينال (اتشيجارى) أوائل فبراير إلى بغداد في مبادرة مسيحية لافته، حيث أعلن بابا الفاتيكان خلال صلاته الأسبوعية، أن الخيار بين السلام والحرب في الوضع الدولي الراهن هو أيضاً الخيار بين الخير والشر، وكأنه يرد على تقسيم (بوش) للعالم إلى أخيار وأشرار. وقال للمصلين المحتشدين في ساحة القديس بطرس: "في الإطار الدولي الراهن: نشعر بقوة بضرورة تطهير الضمير واهتداء القلب إلى طريق السلام الحقيقي. ففي أعماق قلب كل شخص يتردد صوت الله وصوت إبليس الماكر". وقال وهو يعلن مناسبة الصوم والبدء بأسبوع رياضات روحية: "خلال أسبوع التأمل والصلاة هذا، ستكون مطالب الكنيسة ومشاغل البشرية جمعاء حاضرة في مخيلتي، ولا سيما بالسلام إلى العراق والأرض المقدسة". وكان البابا قد دعا قبل ذلك مسئولي العالم أجمع إلى (فحص ضمير) من أجل تجنيب البشرية نزاعاً مأساوياً آخر" (٢).

كما أن البيان الذي صدر في الخامس من فبراير ٢٠٠٢م عن المؤتمر المشترك لمجلس الكنائس العالمي، ومؤتمر الكنائس الأوروبي، والمجلس الوطني لكنائس المسيح في الولايات المتحدة، ومجلس كنائس الشرق الأوسط يعتبر عن حق (البيان المسيحي) المبدئي الرافض للحرب على العراق، باعتبارها حرباً غير مبرره أخلاقياً أو دينياً، وقد ندد البيان بمبدأ اللجوء إلى القوة العسكرية بدلاً من المساعي السياسية لحل الخلافات (٣). كما وجه الرئيس الألماني (يوهانس راو) انتقاداً شديداً إلى نظيره الأمريكي (جورج بوش) بسبب تبريره الحرب على العراق بأنها (مهمة إلهية)، وقال (راو) في مقابلة تلفزيونية: "أن استشهاد (جورج بوش) بالله في خطاباته حول الحرب في العراق يولد سوء تفاهم هائلاً، اذ يتحدث (بوش) عن


(١) جريدة الخليج - العدد ٥٩٩٣ـ بتاريخ ٢/ ١/٢٠٠٤
(٢) جريدة الخليج - ١٠ـ٣ـ٢٠٠٣م ـ عدد ٨٦٩٥
(٣) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة -احمد حجازي السقا ص٢٩ أو جريدة الأهرام ١٢ـ٢ـ٢٠٠٣م

<<  <  ج: ص:  >  >>