للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين؟ ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك؟ فياليت أمي لم تلدني، ويا ليتني متُّ قبل هذا وكنت نسياً منسياً" (١).

"وما حدث على يد (هولاكو) قبل حوالي ٧٤٥ عاماً في بغداد, يتكرر اليوم ولكن تحت رعاية (بوش) وجنوده، فقد استُبيحت ونُهبت ودُمرت متاحف بغداد, والموصل, وكركوك, والبصرة, وجامعاتها, ومكتباتها, وحضارة خمسة آلاف عام، وإذا كان (الطبري) و (ابن الأثير) و (ابن كثير) وعشرات آخرون من مؤرخي المسلمين قد أرخوا بألم وأسى لهجمة هولاكو، فلا ندري ما الذي سيسطره مؤرخو اليوم للأجيال القادمة عن حملة بوش، حيث تُستباح حضارة العراق وثقافته وتاريخه تحت سمع العالم وبصره؟ " (٢).

يقول المؤرخ المنغولي (بيرا) في إحدى المقابلات: "أن المغول اكتسحوا بغداد في أربعة أيام فقط وعاثوا فيها تدميراً وحرقاً, مما ترك المدينة دون ملامح, والسكان في غاية الرعب، ونهبوا الخزينة, وقتلوا ما بين ٢٠٠ ألف و٨٠٠ ألف. واستطاع الجنرالات المغول بث الرعب في الخليفة في بغداد بما أجبره على تسليم كنوزه, وتقديم ٧٠٠ أميرة هدية إلى المغول في مقابل النجاة بحياته". أما قوات التحالف الأميركية ففشلت في إثارة الرعب في عراق القرن الواحد والعشرين، فبعد اكتساحهم بغداد، بقي مغول القرن الثالث عشر الميلادي ينهبون المدينة لمدة سبعة عشر يوماً، أما في عراق القرن الواحد والعشرين فإن النهب والسلب قام به مرتزقة بإشراف ومباركة القوات الأمريكية. ومن المفارقات الغريبة كما يقول الخبير التاريخي (ميكل كون) إلى أن العراق تعرض لحملتين من كل من المغول والأميركيين. والفترة الفاصلة بين الهجومين المغوليين استمرت ١٣ سنة عانت بغداد خلالها من الفيضانات التي أضعفتها، كما فصلت بين الهجومين الأميركيين ١٢سنة تخللتها عقوبات اقتصادية أنهكت العراق" (٣).


(١) الكامل في التاريخ - ابن الأثير ـ حوادث سنة ٦١٧ وما بعدها ج٩ ص٣٢٩ـ٣٨٧ - - دار الكتاب العربي للطباعة والنشر والتوزيع
(٢) قناة الجزيرة ١٤ـ٤ـ٢٠٠٣ ـما وراء الأحداث/ تدمير حضارة العراق/- تقديم احمد منصور- شارك في الندوة (نداء كاظم: فنان تشكيلي عراقي ـ د. هاشم يحيى الملاح: أستاذ التاريخ بجامعة الموصل ـ د. طالب البغدادي: خبير دولي في الآثار والتراثمنير بوشناق: المدير العام المساعد لشؤون الثقافة باليونسكو.
(٣) أولان باتور (منغوليا) ـ خلدون الأزهري ـ الحياة ـ ٢٠٠٣/ ٠٥/٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>