للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجوع والإرهاق، وفتك الحشرات والأمراض بهم، ومن يمت منهم في أثناء الرحلة، كان يفك قيده وتترك جثته على جانب الطريق، لتنهشها الوحوش والطيور. لذلك كان طريق العبيد هذا الذي يمر من شرق القارة الأفريقية إلى وسطها حتى الشواطئ الغربية تتناثر على جانبيه العظام البشرية والجماجم في شكل مخيف، ويقدر عدد من يستطيعون الوصول إلى الشاطئ أحياء بنحو نصف المستجلبين (١).

ويورد (جيمس هيدجر) الذي قام بكتابة بحث خاص (بالتجارة في الأرواح) كما سماها، مجموعة من أوراق إحدى الشركات المساهمة في هذا المجال، وقد ركز فيها على سجلات سفينة الشحن (سالي) وقبطانها (أيسيك هوبكنز). وفي سجلات السفينة (سالي) توجيه من الملاك (نيكولاس وبراد)، شركة مساهمة يقولا للقبطان: إننا نثق فيك وفي إخلاصك لنا وخدمتك لمصالحنا، ونحن نفوضك بأن تذهب إلى شواطئ أفريقيا (شاطئ غينيا) وتشحن سفينتك بمن تستطيع أن تجلبهم من العبيد بالوسائل التي تراها، وأنت مخول أن تبيع وتشتري منهم كما تشاء في طريق رحلتك إلى أمريكا عندما تتوقف في جزيرة باربادوس، ونذكرك طبقاً للعقد بأن حصتك هي ٤ عبيد لك مقابل كل ١٠٠ عبد للشركة مضافاً إلى هذا نسبة ٥% من ربح الحمولة عندما يتم بيعها، ونريد أن نذكرك بأن السرعة في هذه التجارة مطلوبة لأن الحاجة إلى اليد العاملة ماسة.

وضمن سجلات السفينة (سالي) يوميات قبطانها (هوبكنز) وهو يكتبها بالتفصيل لتكون في علم المساهمين عندما يتحاسب معهم على حصيلة أرباح رحلته، حيث كتب القبطان الآتي:

- قدمت لشيخ القبيلة (جالون) من مشروب الروم مقابل عبدة (فتاة).

- دفعت سبع جنيهات لشراء صبي.

- اشتريت خمسة عبيد صالحين للعمل هذا اليوم بعد الظهر، مقابل بصل وسكر وروم الجلاب.

- حمولتنا الآن ١٩٦ عبداً.


(١) الانحياز الأمريكي لإسرائيل - دوافعه التاريخية والاجتماعية والسياسية - احمد لطفي عبد السلام ص ٤٧ - مكتبة النافذة - ط١ ٢٠٠٥

<<  <  ج: ص:  >  >>