ريكوردز)، التي تتخذ من لوس أنجيلوس مقراً لها والمملوكة جزئياً لشركة سيغرام أكثر من مليون نسخة من ألبوم لفرقة الروك أند رول الشيطانية، الذي يحمل عنوان "نجم المسيح المزيف". وتستمد (مارلين مانسون) صاحبة الألبوم اسمها من المغني الرئيس فيها الذي يتكون اسمه من مقطعين هما (مارلين) و (مانسون)، حيث المقطع الأول يشير إلي (مارلين مونرو) التي أنهت حياتها بالانتحار، بينما يشير الثاني إلى (تشارلز مانسون) السفاح الذي عرف بارتكاب جرائم جماعية. وتقوم كلمات الأغاني في الألبوم علي الجريمة والانتحار واليأس، كما أن كثيراً منها لا يمكن طباعته (١).
أما الجانب السياسي والعسكري، فيأتي هو الآخر في قائمة الأسباب التي أدت لتكون هذه الميليشيات، إذا أخذنا في الاعتبار أن نسبة لا بأس بها من قادتها، ممن لهم مواقف معينة من سياسات أمريكا، خاصة فيما يخص تدخل جيشها في العالم الخارجي، سواء في فيتنام أم العراق وكوسوفا، ومن أشهر هؤلاء كولونيل جيمس جريتز، وهو من فرقة (القبعات الخضراء)، التي اشتركت في فيتنام، وأعمق من ذلك أنهم يجدون لأنفسهم عمقاً تاريخياً؛ فهم يرون أنهم امتداد للمنظمات المسلحة، التي حاربت الاستعمار البريطاني منذ ٢٠٠ عام تقريبًا، وقاتلت الهنود الحمر حتى توسعت أمريكا إلى المحيط الهادي. والأخطر من هذه وتلك أن يجدوا سياسيين يلتقون معهم في أفكارهم المتطرفة؛ (فنيوت جينجرتش)، الذي يوصف بـ (الجمهوري المتطرف) يقول في أحد برامجه الانتخابية - وذلك في تصريح للتايم: إن واشنطن مكان بشع ويجب أن يُنسف بالديناميت، وإننا نملك الثقاب ومستعدون لإشعال الفتيل ونسف الكونجرس!!!.
ولا يتصور أن تنبت هذه الأفكار المهووسة من فراغ، لكنها تحتاج إلى تربة خصبة ـربما يكون (جينجرتش) أحد النبت الزاهر فيهاـ، لكن الأكيد أنه ليس إلا نبتاً خبيثاً. ولكن من هذه التربة نستطيع قياس مدى اشتعال قلبها بالأفكار المجنونة إذا علمنا أن الـ (سي إن إن) والتايم قد نظمتا استطلاع رأي بعد ٩ أيام من انفجار أوكلاهوما ١٩٩٥م فكانت النتائج تعبر عن (البارانويا)، التي تنتشر بين نسبة كبيرة من الأمريكيين المشاركين في الاستطلاع، ففي حين أيَّد ٣٦% فقط تفكيك
(١) إمبراطورية الشر الجديدة ـ عبد الحي زلوم ـ القدس العربي ٢٧/ ١ـ ٣/ ٢/٢٠٠٣م