للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد ولدت صناعات جديدة، وهي تؤكد هذه الديناميكية الحيوية الرائدة، ومنها: صناعة السترات الواقية من الرصاص، الخوذ، أحذية ذات شبك معدني، أقنعة واقية من الغاز، هياكل سيارات مصفحة، زجاج مضاد للرصاص، وشراعات من الصلب للمنازل. "الطفرة" في صناعة الحديد، هي مؤشر صحة الاقتصاد القومي. لقد انفجرت روح المبادرة عند المعلنين عن الصناعات، وظهرت قيم الشركات الخاصة، دليلاً للفكر الثاقب للحكام. تلك الغبطة وهذا السرور اللذان أحدثهما هذا الرخاء أنهيا كل الأحزان. كما استقبلت كل فروع النشاط القومي نبضات منعشة: إنه العصر الذهبي لشركات التأمين وللعيادات الخاصة، والمعامل الدوائية التي تلبي ـ بالكاد ـ طلبات المهدئات التي لا تنتهي. إنها سوق مضمونة، فالعروض لا تنتهي للشباب حتى للخاملين فيهم، إذ لهم فرصة عظيمة بل مضمونة لإيجاد أعمال مربحة وبنزاهة، ولا تتطلب سوى معرفة سطحية لبعض الأشياء، ككيفية نقل الموتى أو جمع المصابين.

يتم نقاش الميزانية، لهذا الاقتصاد المتنامي، حسب منطق "رد الفعل" الذي أخرج العلوم المستفيدة من "نتائج" التسليح الخاص غير المباشرة: فالاستهلاك العالي للحديد وما تنتجه المناجم، وجه الاقتصاد إلى البحث والاستكشاف في المواد المركبة الأشد صلابة والأكثر مقاومة، من أجل صناعة الدروع، مما أنتج تقدماً هائلاً في صناعة المقذوفات. وكما قال أحد أبرز خطبائنا البرلمانيين في هذه المناسبة: إن بوابة التقدم انفتحت إلى ما لا نهاية. كما استشرف الطب والطب النفسي والجراحة، آفاقاً عظيمة واستعراضية عبر شفائهم لأمراض مجهولة وجديدة: لقد عبروا بر الأمان بالدروع المحكمة، التي غيرت مفهوم التغيرات الفسيولوجية والسيكولوجية، وذلك التغيير الخاص بالسلاح، شجع على استكشافات في مناخ الاضطراب والعدوانية، مما سيؤثر في مستقبل علم النفس.

يا له من تغيير في الثقافة، وبخاصة في العلوم الإنسانية، لقد انفتح علم الاجتماع الإيجابي أمام ذلك، لاستخدام وسائل وقواعد جديدة بلا نهاية، لأنها تلعب دوراً محركاً ورائداً في وصل العلوم المتعددة، ووسائل البحث المتباينة "المسدسية"، وعلماء الإحصاء أتقنوا تكنيك الحساب العاقل الرزين، كما استطاعوا أن يحسبوا تاريخ اليوم، الذي سيصل فيه حجم ووزن الأسلحة إلى التساوي مع حجم الأرض. لقد حسب أحد العلماء البارزين السابقين أنه في عام حدده بعد بضع سنين. لن تترك

<<  <  ج: ص:  >  >>