للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشعوب، وهو ما حرك ضدهم جميع أنواع المقاومة التي أدت في النهاية إلى تفكك امبراطوريتهم وسقوطها (١). وربما ينطبق هذا القول على الأمبراطورية الأمريكية، ولكن مع الفارق في ان الأمريكان لا يعرفون أو لا يريدون ان يعرفوا سبب كره العالم لهم. ففي مؤتمر صحفي عقده بعيد هجمات ١١ سبتمبر، سئل الرئيس جورج بوش لماذا يكرهوننا؟ و (واو) الجماعة كان عائداً على الارهابيين ومؤيديهم، بمن فيهم اولئك الذين كانوا يعرفون باسم الدولة المارقة، والتي ما لبث بوش ان وصمها بمحور الشر (٢). وقد جاء الجواب مضللاً حينها على لسان بوش الابن وصناع القرار: "أن الذين يهاجمون أميركا يدفعهم الحسد والغيرة من الرفاهية والديمقراطية التي تنعم فيها الولايات المتحدة، وهو الجواب الأكبر شعبية وتعميما اليوم" (٣).

وقد علق على ذلك (وليام بلوم) بقوله: "هناك بعض الابتدال والتفاهات التي يغدينا قادتنا ونقادنا بها عقب كل هجوم ارهابي ضد منشآت امريكية، هي: ان صورة أمريكا، الجميلة الواقفة على التل يحسدها عليها الجميع، مما يجعلها هدفاً لهجمات الارهابيين الذين لا يستطيعون تحمل ان تنتصر مثل هذه الطيبة المطلقة في عالم ينتمى إلى سيدهم ابن الصباح نفسه الشيطان" (٤).

اما لماذا لا ينتبه الأمريكيون لكره العالم لهم، فيعود إلى انشغالهم بأنفسهم، أو كما قال أحد مسؤولي محطات التلفزيون الأميركية العملاقة: "إن الشباب الأميركيين يهتمون بنظام التغذية والريجيم أكثر من اهتمامهم بالخفايا المعقدة لدبلوماسية الشرق الأوسط". وبتفسير أكثر رصانة لرئيس شبكة MSNBC يقول فيه: "إن اللوم يقع على غشاوة وطنية من ضباب المادية، وعدم الاهتمام، والميل إلى الانطواء". وقد أظهر الأميركيون المشاركون فعلياً في السياسة الخارجية الأميركية أنهم ضيقي الافق ومصابون بغطرسة القوة، وراحوا يجادلون بعدم الحاجة إلى


(١) صناعة الإرهاب - د. عبد الغني عماد - ص٨٧
(٢) الدولة المارقة - الدفع الاحادي في السياسة الخارجية الأمريكية - كلايد برستوفتز - تعريب فاضل جتكر -ص١٦
(٣) صناعة الإرهاب - د. عبد الغني عماد - ص١٠٠
(٤) الدولة المارقة - دليل إلى الدولة العظمى الوحيدة في العالم - ويليام بلوم - ترجمة كمال السيد- ص ٦٢ - المجلس الاعلى للثقافة - ط١ ٢٠٠٢

<<  <  ج: ص:  >  >>