للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إخراج هؤلاء من أمريكا وإرجاعهم إلى إفريقيا. وتسجّل الدوائر الرسمية بحذر شديد الإعتداءات على السود من قبل البيض والعكس صحيح. وقد أصبح رجال أمن متورطين في قتل شباب سود، الأمر الذي فجرّ عشرات التظاهرات السوداء الغاضبة على الإدارة الأمريكية, وهذا التمزق والصراع العرقي واللوني مرشح لمزيد من الإتساع كما يقول علماء إجتماع أمريكيون (١). بسبب الأيديولوجية التي كانت العامل الرئيسي في تأسيس أمريكيا، ففتح الباب للسود وقبلهم الهنود بالدخول إلى المواطنية هذا يعني إدخال مفهوم التعددية إلى حد قد يبدل بشكل عميق صلب النظام (٢). ومن الجدير بالذكر ان نسبة المواطنين السود في أمريكا هي ١٢% و ٨% من أصول اسبانية. يقول اندرو هيكر في كتابه "نهاية العهد الأمريكي": يمكننا النظر إلى أمريكا على أنها دولة تتكون من شعبين: البيض وهو الاغلبية المسيطرة والسود وهو الاقلية المضطهدة.

ومن غريب الأمور كما يقول المؤلف في موضوع العنصرية السياسية أن أحد الحزبين الرئيسيين في أمريكا وهو الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه رونالد ريجان وجورج بوش، قد صرح علانية بأنه حزب سياسي للمواطنين الأمريكيين البيض. وأنه يهدف إلى تحقيق مصالح البيض في أمريكا (٣).

ومن هنا فإنه من الضروري مؤازرة الحركات الزنجية من اجل العدالة ومن اجل إقامة إدارات الحكم الذاتي الزنجية في المناطق التي يشكل الزنوج أغلبية سكانها، كنيويورك، على إن يتم فيما بعد منحها السيادة على مراحل في حدود الولايات المتحدة ذات الصله (٤). كما ان التنازع العرقي سيصيب السعى والتطلع الأمريكي للقيام بدور الامبراطورية العالمية بالشلل، وهذا ما يعترف به كثير من الأمريكيين. يكتب (لييفين): "إن العنصرية العميقة، من النمط الجنوبي، لشخص مثل (وودرو


(١) الغارة الأمريكيّة الكبرى على العالم الإسلامي- يحي أبوزكريا- http://www.alkader.net/juni/abuzakrya_gara_٠٧٠٦٢٢.htm
(٢) أمريكا المستبدة الولايات المتحدة وسياسة السيطرة على العالم «العولمة» - ميشيل بيغنون -ترجمة: الدكتور حامد فرزات ص ٣٢ - من منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق - ٢٠٠١
(٣) مؤسسة الحوار الانساني http://www.dialogue-yemen.org/ar/modules.php?name=Sections&op=viewarticle&artid=٢١
(٤) لهذا كله ستنقرض أمريكا - الحكومة العالمية الخفية - تأليف الغ بلاتونوف - ترجمة نائله موسى ص ١٥٨ - ١٦٠

<<  <  ج: ص:  >  >>