للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث. اما استراليا ونيوزيلندا فهما ذات غالبية بروتستانتية انجلوسكسونية. اما أمريكيا وكندا فغالبية سكانها من البروتستانت، وان كان تعداد الطوائف الاخرى يمثل نسبة لا يستهان بها، ولكن الامر المهم هنا هو ان البروتستانت يشكلون الطبقة الحاكمة في هذه الدولة منذ تأسيسها، ولعبوا دوراً كبيراً في تشكيل الفكر والتقافة الأمريكية حتى الآن، والتى انعكست على موقف أمريكا تجاه العالم الإسلامى وقضية فلسطين كما وضحنا.

ولكن بالرغم من هذه السيطره الانجلوسكسونية البروتستانتية على مقاليد الامور في أمريكا، فان هناك الكثير مما يمكن للاقليات الاخرى عمله واحداث التغيير المطلوب، وبالذات الكاثوليك الذين يمثلون ثانى قوة على الساحة الأمريكية. ففي العام ١٩٨٢ نشر الكتاب السنوي للكنائس الاميريكيه - الكندية إحصاء لتعداد التابعين للطائفة الكاثوليكية في الولايات المتحدة فقط، وقد بلغ المجموع الكلي لكاثوليك أمريكا حسب هذا الإحصاء ٥٤.٠٨٨.٧٧٤ مواطناً أمريكياً، ولكن يبدو التأثير الكلي للكاثوليكية وتعاليم الكنيسة على الوضع السياسي التعددي في الولايات المتحدة متواضعاً، بسبب ان الكنيسة الكاثوليكية الأمريكية تهتم دائماً وبشكل خاص، بقضايا تهميش المهاجرين وحقوقهم، وهذا مرجعه جذورها التاريخية ككنيسة مهاجرين. ومن المقدر بحلول عام ٢٠٠٥ أن تصبح نسبة ٥٠% أو اكثر من كاثوليك الولايات المتحدة منحدرة من أصول أسبانية (أمريكا اللاتينية) وكثير منهم لن تكون الإنجليزية لغتهم الأصلية (١). ولا شك ان هذا التغيير سينعكس على الخارطه السياسية الأمريكية في المستقبل إذا امكن تجميع هذه القوه والاستفاده منها. فالكاثوليكية الأمريكية، ككنيسة مهاجرة وسط اغلبية بروتستانتية، ابقت على ارتباطها بالفاتيكان كتعبير عن الهوية حتى لا تكون في وضع هامشي، في مواجهة البروتستانت (٢).

ولا شك إن موقف الكنيسة الكاثوليكية كما هي ممثلة في مركزها التاريخي (الفاتيكان) ظل معادياً لليهود باعتبارهم قتلة المسيح التاريخيين، ثم نشأت


(١) الدين والسياسة في الولايات المتحدة -ج١ - مايكل كوربت-جوليا ميشتل كوربت ص١٤٣
(٢) المسيح اليهودي - رضا هلال - مكتبة الشروق الدولية- ص١٧٢

<<  <  ج: ص:  >  >>