للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شنودة وبابا الفاتيكان ورئيس مجلس الكنائس الانجلية في ابراز الآثار السلبية للهيمنة الأمريكية الاحادية على العالم والسلام الدولي، فلابد وان يحدث هذا تغييراً جوهرياً في عوامل القوة الأمريكية الحالية (١).

كما ان المسيحيين العرب يمكن ان يقوموا بمهمة حلقة الوصل بين الحضارتين العربية والغربية، وهذا ما طرحه (مكسيموس الخامس) حكيم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك في أثناء زيارته للجزائر في نيسان ١٩٨٧ حيث قال: "العالم العربي - الإسلامي والطوائف العربية - المسيحية وجدت من اجل ان يكمل بعضها بعضاً .. نحن العرب - المسلمين والعرب المسيحيين - كلنا ننتمي إلى جنس واحد. نعبد إلهاً واحداً. ونحن كلنا نجل ونحترم الانبياء جميعاً. أما خلاصنا، فإنه يتجسد في الاعتراف بتلك الاختلافات في القيم، التي تمثل كل جانب، وبإمكان كل جانب اكمال الجوانب الأخرى. ان انفتاح المسيحية على الثقافة الغربية لا يحولها إلى أخ خائن للمسلمين. بل ان هذا الانفتاح يمكن أن يجعل من المسيحية حلقة وسطية بين الحضارتين، بين الثقافتين، بين الديانتين، اللتين تؤمنان برب واحد" (٢).

ولكن ما يعيق هذا المهمة وغيرها ويفشلها في بعض الأحيان، هو ما حدث ويحدث من اضرابات وصراع بين المسلمين والمسيحيين العرب في منطقتنا، والتي تقف ورائها الصهيونية العالمية، حيث اساءت هذه الصراعات لقرون طويلة من التعايش الخلاق بين الجانبين، في جو سادته الاخوة والمحبة. نعم لقد سعى الإستعمار والصهيونية العالمية إلى خلق الفرقة والتشتت في صفوف الأمة العربية، وذلك عن طريق إثارة الفتن الطائفية بين المسلمين والمسيحيين من أجل إتخاذ هذه الفتن ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية بالزعم بأن هدفهم حماية الأقليات المسيحية، كما أنهم يهدفون من وراء إثارة هذه الفتن إلى إضعاف الدول العربية حتى يسهل عليهم السيطرة والتحكم في مصيرها. وقد اتبع الاستعمار الغربي هذا الأسلوب قديماً وحديثاً في محاولته السيطرة على الأمة العربية. وهنا


(١) المؤامرة الكبرى - مخطط تقسيم الوطن العربي من بعد العراق؟ محمد ابراهيم بسيوني ص١٢١ - دار الكتاب العربي - ط١ ٢٠٠٤
(٢) الإسلام والمسيحية من التنافس والتصادم إلى الحوار والتفاهم- تأليف اليكسي جورافسكي - ترجمة د. خلف محمد الجراد - ص٢١٢ - دار الفكر المعاصر - ط٢ ٢٠٠٠

<<  <  ج: ص:  >  >>