للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والارثوذكسية. ففي موقف واضح وعلني ضد الصهيونية المسيحية، صدر عن السيد (غيربال حبيب) الأمين العام للجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط بيان، ادان فيه "سوء استخدام الكتاب المقدس وإثارة المشاعر في محاولة لتبرير خلق دولة ما - إسرائيل - ولتشريع سياسات حكومة ما- الحكومة الإسرائيلية". وارفق هذا الموقف المبدئي بدراسة لاهوتية - تاريخية تسفه الصهيونية المسيحية وتؤكد اعتبارها خطرا على المسيحية، وتدعو الدراسة " كنائس الشرق الأوسط إلى تذكير المسيحيين في العالم باستمرار إلى أنهم يرفضون الأيدلوجية والأهداف السياسية للإتجاه الصهيوني المسيحي"، كما تدعو القيادات الكنيسة إلى إصدار البيانات التي تندد بهذا الإتجاه وإلى توعية مستمرة ودائمة في إطار الثقافة الكنسية" (١).

ويضاف إلى ما تقدم ان على الكنائس العربية مهمة اخرى وهي ضرورة حمل رسالة السيد المسيح من جديد وتوضيح مبادئها الحقة والتي تم الابتعاد عنها بل ونقضها بسبب التهويد المنظم للمسيحية على يد حركة الاصلاح الديني. وهنا يقول (إبراهيم متري رحباني)، مؤلف كتاب (المسيح السوري) الذي نشر أول ما نشر باللغة الانجليزيه في الولايات المتحدة الاميركيه عام ١٩١٦ وأعيدت طباعته هناك سبع عشرة مره بين العامين ١٩١٦، ١٩٣٧: "انه لمن الصعب جداً إن لم يكن مستحيلاً، إن يستوعب شعب ما وبشكل كلي، أدباً لم ينبثق من وسط حياته القومية". وهنا يجب ان نسأل إلى أي مدى نجح الغرب عامة، الولايات المتحدة الأمريكيه خاصة بفهم رسالة السيد المسيح؟ ونحن لا نسأل السؤال للمعرفة التي لا تفيد، بل للمعرفة التي ينتج عنها سياسات تحدد اتجاهنا كأمة تقترب من طاولة حوار الحضارات أو ساحة صراعها (٢). وهذا يعنى بأنه لابد من حمل رسالة السيد المسيح مجدداً إلى الغرب وأمريكا بالذات، لتوضيح مبادئها الحقة ولازالة سوء الفهم والتشويه التى تعرضت له هذه الرسالة، وخير من يقوم بذلك هم ابناء هذه المنطقة، وهذا يتطلب دعم كنائس الشرق المسيحية، حيث سيساهم ذلك في حرمان "الهيمنة الأمريكية المفترضة من رداء التدين الزائف الذي يرفعه قادتها. ولو تزايد تأثير دور البابا


(١) الصهيونية المسيحية محمد السماك ص ١٤٩
(٢) أسطورة هرمجدون والصهيونية المسيحية- عرض وتوثيق هشام آل قطيط- ص٢٣٣ - دار المحجة البيضاء - ٢٠٠٣

<<  <  ج: ص:  >  >>