للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويضيف البيان بالقول: "أن بعض هذه المجموعات والحركات تتميز بسمات جديدة وفريدة تنذر بنسف الشهادة المسيحية، لا في الشرق الأوسط فقط، بل في مواطن هذه الحركات أيضاً، وهذا يلقي على كاهل كنائس تلك البلاد مسئوليات معينة، بخاصة في الولايات المتحدة حيث نشأت هذه الحركات. ولا حاجة إلى القول أن أي جماعة لا تستطيع التحدث نيابة عن كنائس مسيحيي الشرق الأوسط إلا كنائس هذه المنطقة، ولما كان مؤتمر بال (١) قد حاول ذلك، فإنه يتعين علينا أن نرفض علناً مقرراته وتوصياته.

إننا نعاود إعلان الإلتزام بالعدالة والسلام في الشرق الأوسط وفي العالم، ونعتبر التزامنا هذه هو إعراب عن إخلاصنا لإنجيل يسوع المسيح وعن اهتمامنا الأكيد بالمتألمين والمحرومين من حقوقهم الأساسية" (٢).

فهذا الوقفه التي وقفها مجلس كنائس الشرق الاوسط، تعبر في الاساس عن انتماء اصيل لهذه المنطقة، بالاضافة إلى انتماء لا يقل اصاله لرسالة السيد المسيح التي تخضع الآن للتهويد المنظم على يد اليمين المسيحي المتطرف. وقد وضح الاستاذ سمير مرقص الدور الذي مارسه اليمين المتطرف لتلويث المسيحية، حيث ذكر "أن هذه المحاولة لتشويه ديانة المسيح جاءت من خلال الإيمان المسيحي بفكرة أن الله جاء لفئة محدده وهي شعب الله المختار، وهي فكرة فاسده ترفضها المسيحية في جوهرها كما يرفضها الإسلام" (٣).

الكنائس العربية

يمكن للكنائس العربية ان تلعب دوراً مهماً في مواجهة المسيحية الصهيونية، باعتبار ان المسيحية نشأت في المنطقة العربية، وتضم بين جنباتها اهم الاماكن المقدسة المسيحية التى يحج اليها المسيحيون من كل مكان في العالم، مما يعنى وجود فرصة كبيره امام الكنائس العربية لتوضيح الحقائق وفضح المخططات العدوانية للصهيونية المسيحية، وهذا ما قامت به كثير من الكنائس العربية حتى الآن وبنسب متفاوته، كالكنيسة القبطية المصرية والكنائس الكاثوليكية


(١) المقصود هنا المؤتمر الذى عقدته السفارة المسيحية الدولية التى سبقت الاشارة اليها.
(٢) الصهيونية المسيحية محمد السماك ص ١٦١.
(٣) الصهيونية المسيحية مسخرة لخدمة إسرائيل- سمير مرقص الخليج ١٥/ ٢/٢ .. ٣ عدد٨٦٧٢

<<  <  ج: ص:  >  >>