للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشيخين. قوله في الحديث الأول: فيأخذ بأزرته، الأزرة هي معقد الإزار. وقوله أيضًا في حديث الكتاب: فيمسخ اللَّه أباه ضبُعا، الحديث. والحكمة في كونه مُسخ ضبعا دون غيره من الحيوان أن الضبع أحمق الحيوان ومن حمقه أنه يغفل عما يجب التيقظ له ولذلك قال علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه-: لا أكون كالضبع يسمع الكدم فيخرج حتى يُصاد والكدم الضرب الخفيف فلما لم يقبل آزر النصيحة من أشفق الناس عليه وقبل خديعة عدوه الشيطان أشبه الضبع الموصوفة بالحمق لأن الصياد إذا أراد أن يصيدها رمى في جحرها بحجر فتحسبه شيئًا تصيده فتخرج لتأخذه فتصاد عند ذلك، ولأن آزر لو مسخ كلبا أو خنزيرا لكان فيه تشويه لخلقه فأراد اللَّه تعالى إكرام إبراهيم عليه الصلاة والسلام بجعل أبيه على هيئة متوسطة. يقال ذيخته أي ذللته. ["قوله: يقال ذيخته أي ذللته لعله قدمه هنا مخرج المبيضة ومحله عقب قوله قريبا: والأنثى ذيخة، فيضبط الفعل من هذه المادة واللَّه أعلم"] (١). فلما خفض إبراهيم لأبيه جناح الذل من الرحمة، فلم يقبل حشر، بصفة الذل يوم القيامة. اهـ، قاله الكمال الدميري في كتابه حياة الحيوان.

قوله في حديث الأنبياء: "فإذا هو بـ[ذيخ] متلطخ" أي فيمسخ إلى صورة [ذيخ]، و [الذيخ] بكسر المعجمة وسكون التحتانية هو ذكر الضباع، والأنثى ذيخة وأراد بالتلطخ التلطخ برجيعه أو بالطين، كما قال في الحديث الآخر بذيخ أمدر أي متلطخ بالمدر ويلقى في النار حيث لا تبقى له صورته التي هي


(١) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.