للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بكسر الميم على المشهور وحكى صاحب المطالع عن بعضهم فتحها وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد دعا لأنس -رضي اللَّه عنه- بالبركة في ماله وولده فكان -رضي اللَّه عنه- قول: إني لمن أكثر الأنصار مالا وولدا، ويقال أنه ولد له ثمانين ولدا ليس فيهم أنثى سوى ابنتين حفصة وأم عمرو وثمانية وسبعون ذكرا ورآى من أولاده وأحفاده أكثر [من] مائة وعشرين منهم لصلبه ثمانون ولدا كما تقدم. وتوفي في حياته من ولده وولد ولده نحو مائة وهو من أكثر الصحابة حديثا وتقدم عددكم روى من الأحاديث وبعض مناقبه أيضًا واللَّه أعلم.

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- في حديث أنس: "كل نبي سأل سؤال أو قال: لكل نبي دعوة قد دعاها لأمته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي" الحديث. فقوله: كل نبي قد سأل سؤالا، الفرق بين الشفاعة والسؤال والأمر قال أهل اللغة: إن طلب الأدنى من الأعلى لنفسه هو سؤال وإن طلب لغيره فهو شفاعة [ومنه تسمى الصلاة على الميت شفاعة لأنهم يطلبون من اللَّه تعالى له الرحمة وإن طلب الأدنى من الأعلى لنفسه هو أمر وإن طلب لغيره فهو شفاعة] (١)، ومنه قول بريرة للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حين أمرها بردّ زوجها مغيث: يا رسول اللَّه أتأمر أم تشفع؟ قال: بل أشفع، قال: فلا حاجة لي فيه. وإن طلب المساوي من مثله لنفسه فهو التماس وإن طلب لغيره فهو شفاعة، ا هـ. قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: " [أو قال: لكل نبي] دعوة قد دعاها لأمته" الحديث، قال النووي (٢) هذه الأحاديث يفسر بعضها


(١) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٢) شرح النووي على مسلم (٣/ ٧٥).