للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مُرضَعا قال: اصبري يا أماه فإنك على الحق، فألقيت مع ولدها، اهـ، قاله الكرماني (١).

قوله في الحديث: "اذهبوا إلى غيري" إلى أن قال: "فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي" الحديث. سؤال: لم سمى الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين؟ قيل: لأن الختم شرف الكتاب كذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- شرف الخلق وأيضا الختم إذا وضع على الكتاب لا يقدر أحد على فكه فكذلك لا يقدر أحد أن يحيط بالقرآن دون محمد -صلى الله عليه وسلم-، اهـ.

فائدة: قوله -صلى الله عليه وسلم-: إن كل واحد من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم يقول: لست هناكم ولست لها، كما تقدم في الأحاديث. قال القاضي عياض (٢): هذا يقولونه تواضعا وإكبارا لما يُسألونه. قال: وقد يكون إشارة من كل واحد منهم إلى أن هذه الشفاعة وهذا المقام ليس له بل لغيره، وكل واحد منهم يدل على الآخر حتى انتهى الأمر إلى صاحبه. قال: ويحتمل أنهم علموا أن صاحبها محمد -صلى الله عليه وسلم- مُعيِّنا وتكون إحالة كل واحد منهم على الآخر على تدريج الشفاعة في ذلك إلى نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-. قال: وفيه تقديم ذوي الأسنان والآباء على الأبناء في الأمور التي لها بال. قال: وأما مبادرة النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك وإجابته لرغبتهم فلتحققه -صلى الله عليه وسلم- أن هذه الكرامة والمقام له -صلى الله عليه وسلم- خاصة، هذا كلام القاضي. والحكمة في أنّ الله سبحانه وتعالى ألهمهم


(١) الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (١٤/ ٨١).
(٢) إكمال المعلم بفوائد مسلم (١/ ٥٧٧)، شرح النووي على مسلم (٣/ ٥٦).