للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يحلف بالله تعالى أن النار على عصاة المؤمنين كماء الحمّام وكلامه محمول على ثبوت مناسبة الكرب الحاصل من جهنم على المؤمن من الكرب الحاصل لداخل الحمام عند استعماله لما يحتاج إليه من مائه، والله أعلم. ومنها أنه يحتمل أيضا أن المشفوع لهم هم الذين لم تقدح معاصيهم في عقائدهم ومما قد يدل عليه من قوله -صلى الله عليه وسلم-: ما عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار، ونظائر ذلك بما تقدم ويكون المعذبون من عصاة هذه الأمة في النار أهل البدع والقوادح في العقائد التي لم تبلغ حد الكفر الشرعي والله تعالى أعلم بحقيقة الأمر لكن لهذه الأمة عناية من الله سبحانه وتعالى وللإيمان بالله أثر ظاهر في الحماية من العذاب، ففي رواية أن هذه الأمة أمة مرحومة عذابها بأيديها فإذا كان يوم القيامة دُفع إلى كل رجل من المسلمين رجل من المشركين فيقال هذا فداؤك من النار فإذا فُدِي المسلم من النار [وجبت] له الجنة فأي خير يفوته وأي فضل يتجاوزه، اهـ. قاله في حادي القلوب.

٥٥١٦ - وعن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال أشفع لأمتي حتى يناديني ربي تبارك وتعالى فيقول أقد رضيت يا محمد فأقول إي رب قد رضيت. رواه البزار (١) والطبراني (٢) وإسناده حسن إن شاء الله.


(١) مسند البزار = البحر الزخار (٦٣٨).
(٢) المعجم الأوسط (٢٠٦٢) ابن خزيمة في التوحيد (٢/ ٦٧٣)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٣/ ١٧٩)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٣٧٧): رواه البزار، والطبراني في =