للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فيجابون {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} (١)، وهذا آخر كلام يتكلمون ثم لا كلام بعد ذلك إلا الشهيق والزفير [والعواء كعواء] الكلاب لا يفهمون ولا يفهمون. قلت: وظهر أن الدعوات إنما كانت ستا لأنها لأهل الطبقات الست، أما الطبقة الأولى فإنها للموحدين وهم لا يخلدون بل يخرجون منها وهذه الطبقات الست لكل طبقة دعوة وإجابة ثم لا يتكلمون ولا يجابون. [وانتهى والله تعالى أعلم. والمكث هو اللبث.

قوله: "ثم يقول: {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} (٢) "، الحديث] يقال: خسأت الكلب إذا طردته فهو متعد وخسأ الكب بنفسه فهو لازم. وقيل هو زجر للكلب وإبعاد له، قال الله تعالى: {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} (٣) أي أي ابعدوا بُعد الكلاب ولا تكلمون في رفع العذاب عنكم وكل من عصى الله تعالى سقطت حرمته فجاز خطابه بنحوه من الغلظة والذم ليرجع عن ذلك، قاله الكرماني (٤). وقال غيره: أي تركهم وأعرض عنهم، والله أعلم. قوله: "ثم "ثم ييأس القوم فما هو إلا الزفير والشهيق"، الزفير يكون في الصدر والشهيق في الحلق. وقال ابن [فارس]: "الشهيق ضد الزفير لأن الشهيق رد النفس والزفير إخراج النفس" اهـ، قاله الحافظ.


(١) سورة المؤمنون، الآية: ١٠٨.
(٢) سورة المؤمنون، الآية: ١٠٨.
(٣) سورة المؤمنون، الآية: ١٠٨.
(٤) الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (٢٢/ ٣٦).