للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الصاد فهي رقة الشوق ولطيف المحبة ويتصابها يوم صبها على قلة الماء وضعفه. قوله: "وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا إلى خير ما بحضرتكم " [أي ارتحلوا إلى الآخرة بخير ما بحضرتكم من أعمال البر جعل الخير المتمكن منه كالحاضر، قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: "] وليأتين عليكم يوم وهو كظيظ من الزحام " أي ممتلئ يقال كظه الشراب كظيظا والكظيظ الزحام ويقال كظه [الغيظ] (١) إذا ملأ صدره ويقال رأيت على بابه كظيظا أي [زحاما]، اهـ.

وفي حديث علي قال: ألا وإن الدنيا قد ارتحلت مدبرة والآخرة قد أقبلت مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا. ألا وإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل، ألا وإن أشد ما أخاف عليكم خصلتين الأمل واتباع الهوى. [أما] طول الأمل فإنه ينسي الآخرة وأما اتباع الهوى فإنه يصد عن سبيل الله، قاله في كتاب العاقبة (٢).

قوله في حديث خالد بن عمير: ولقد ذكر لنا أن مصراعين من مصاريع الجنة بينهما مسيرة أربعين سنة. وفي حديث أبي هريرة الذي بعده: إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو هجر ومكة، ورواه ابن حبان مختصرا إلا أنه قال: لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى. وفي


(١) المثبت من الأصل، وفي النسخة الهندية: (الكظيظ)، ولعله خطأ.
(٢) العاقبة في ذكر الموت (ص: ٦٤).