للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "وعن أبي هريرة" تقدم الكلام على مناقبه -رضي الله عنه-. قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة" الحديث. والزمرة الجماعة في تفرقة بعضها إثر بعض. وفي صحيح البخاري (١): ليدخلن من أمتى الجنة سبعون ألفا أو سبع مائة ألف لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، الحديث. والغرض منه أنهم يدخلون الجنة كلهم معا صفا واحدا كما تقدم في الكلام على الحديث قبله فتبين بهذه الرواية عدد هذه الزمرة وفيه دليل على دخول أهل الجنة جماعة بعد جماعة وقد صرح به في قوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} (٢) وذلك بحسب الفضل وتفاوت الدرجات فمن كان أفضل كان إلى الجنة أسبق وأول من يدخل الجنة نبينا محمد-صلى الله عليه وسلم-. وفي الحديث الصحيح (٣): آتي يوم القيامة باب الجنة فأستفتح فيقول الخازن من أنت؟ [فأقول] محمد. فيقول بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك. الحديث.

تنبيه: وتأمل ما في سوق الفريقين إلى الدارين زمرا من فرحة هؤلاء بإخوانهم وسيرهم معهم كل زمرة على حدة مشتركين في عمل متصاحبين فيه على زمرتهم وجماعتهم مستبشرين أقوياء القلوب كما كانوافيالدنيا وقت اجتماعهم على [الخير]، كذلك يؤنس بعضهم بعضا ويفرح بعضهم ببعض


(١) صحيح البخاري (٣٢٤٧).
(٢) سورة الزمر، الآية: ٧٣.
(٣) صحيح مسلم (٣٣٣) (١٩٧).