للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قاله ابن العماد في شرح الأحكام. قوله في رواية مسلم: أول زمرة يدخلون الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء ثم هم بعد ذلك منازل، الحديث، تقدم الكلام على الزمرة، وقد ورد في معنى الحديث ما يقضي ما هو أبلغ من ذلك، [فروى] الترمذي (١) من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-: لو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا سواره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم.

وقوله: "ثم هم بعد ذلك منازل" بيّن بذلك أن درجاهم في إشراق اللون متقاربة بحسب علو درجاتهم وتفاوت فضلهم. سؤال: هل الملائكة ينعّمون في الجنة أو لا؟ قال شيخ الإسلام العسقلاني المشهور بابن حجر: قال بعض أشياخنا لم أر فيه نقلا صريحا وإنما يمكن التمسك فيه بالعمومات الواردة في الصالحين وهم منهم، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (١٠٧)} (٢)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: لما علم أصحابه التشهد: فإذا قلتموها- يعني السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين- أصابت كل عبد صالح لله في السموات والأرض فدخل في ذلك الملائكة جزما.

وأخرج أبو الشيخ في كتاب العظمة (٣) من رواية الضحاك عن ابن عباس -رضي الله عنهما-


(١) سنن الترمذي (٢٥٣٨)، وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من حديث بن لهيعة.
(٢) سورة الكهف، الآية: ١٠٧.
(٣) العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (٥/ ١٦٩٥).