للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "فأعلاهم منزلة أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي" الحديث. أما أردت فهو بضم التاء ومعناه اخترت واصطفيت وأما غرست كرامتهم بيدي إلخ، فمعناه اصطفيتهم وتوليتهم فلا يتطرق إلى كرامتهم تغير، وفي آخر الكلام حذف اختصر للعلم به تقديره ولم يخطر على قلب بشر ما أكرمتهم به وأعددته لهم. "هذا محل قوله بعد: وفي آخر الحديث إلخ إلى قوله ما نصه: وعن أبي سعيد الخدري، تقدم وح يرجع إلى هذا الحديث" (١).

[قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة ومثّل له شجرة ذات ظل" الحديث سئل الشيخ السبكي (٢) [عن ذلك] من أي شيء يستظل [والشمس] قد كورت أي [جمحت] فأجاب بقوله تعالى: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠)} (٣) وبقوله تعالى: {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ} (٤) الآية، وبأن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام، الحديث. قال: ولا يلزم من تكوير الشمس عدم الظل والاستظلال وإنما الناس ألفوا أن الظل ما تنسخه الشمس وربما في أذهانهم أن الظل عدم الشمس وليس كذلك بل الظل مخلوق لله وليس بعدم بل هو أمر وجودي له


(١) سقطت هذه الطرة من النسخة الهندية.
(٢) انظر: مغني المحتاج ج ١/ ص ١٢٢).
(٣) سورة الواقعة، الآية: ٣٠.
(٤) سورة يس، الآية: ٥٦.