للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وإن تسامت العليا السفلى كالبساتين الممتدة من رأس الجبل إلى ذيله والله أعلم. قاله في حادي الأرواح (١).

قوله: "وفي الرواية الأخرى لهما كما تراءون الكوكب الغارب" بتقديم الراء على الباء وهذا هو المعروف، ويعني به أن الكوكب حالة طلوعه وغروبه بعيد عن الأبصار فيظهر صغيرا لبعده وقد بينه بقوله: "من المشرق أو المغرب" ويروى الغائر بالهمزة من الغور وهو الانحطاط ويراد به انحطاط في الجانب الغربي وقد روي العازب بالعين المهملة والزاي هكذا جاء في رواية أي البعيد ومعانيها كلها متقاربة والله أعلم. قوله: "قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم. قال: بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين" أي منازل رجال فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وأعرب بإعرابه والمعنى تلك المنازل منازل رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين. قاله في شرح مشارق الأنوار.

فائدة: ولم يذكر هاهنا عملا ولا شيئا سوى الإيمان والتصديق للمرسلين ذلك ليعلم أنه عنى الإيمان البالغ وتصديق المرسلين من غير سؤال آية وتلجلج وإلا فكيف تنال الغرفات بالإيمان والتصديق الذي للعامة ولو كان كذلك لكان جميع الموجدين في أعالي الدرجات وأرفع الغرفات وهذا محال فقد قال الله تعالى: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} (٢) والصبر


(١) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: ٦٢).
(٢) سورة الفرقان، الآية: ٧٥.