للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام. وحديث عبد الله بن عمرو بنحوه.

قوله: "وعن جابر" تقدم. قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن في الجنة غرفا من أصناف الجوهر كله يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فيها من اللذات والنعيم والشرف ما لا عين رأت ولا أذن سمعت" الحديث، اهـ. وفي فوائد ابن السماك (١): فذكر الحديث بنحوه إلى قوله: وصلى بالليل والناس نيام. قال: قلنا يا رسول الله ومن يطيق ذلك؟ قال: أمتي تطيق ذلك، وسأخبركم عن ذلك من لقي أخاه فسلم عليه أو رد عليه فقد أفشى السلام ومن أطعم أهله وعياله من الطعام حتى يشبعهم فقد أطعم الطعام ومن صام رمضان ومن كل شهر ثلاثة أيام فقد أدام الصيام ومن صلى العشاء الآخرة في جماعة فقد صلى بالليل والناس نيام اليهود والنصارى والمجوس، اهـ (٢)

قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي مالك الأشعري: إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام، الحديث. اعلم أن هذه الغرف مختلفة في العلو والصفة بحسب اختلاف أصحابها في الأعمال فبعضها أعلا من بعض وأرفع، قال الله تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ} (٣) فأخبر الله تعالى أنها غرف فوق


(١) حادي الأرواح / ص ٩٩).
(٢) الفوائد لتمام الرازي (١٤٤٨).
(٣) سورة الزمر، الآية: ٢٠.