للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تعالى عنه. قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: "يقول الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، اقرؤوا إن شئتم: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠)} (١) "، قال عبد الله بن مسعود (٢): مكتوب في التوراة: "الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"، وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: الأمر من هذا أجل وأعظم من أن يعرف تفسيره، وهذه الكرامة إنما هي لأعلى أهل الجنة منزلا وأعلى ما في الجنة النظر وقد خطر على قلوبنا ... أما في وقت النظر يحصل لنا من اللذة والاستغراق ما لم يخطر على قلب بشر؛ قوله صلى الله تعالى عليه وسلم:] (٣) "وموضع سوط من الجنة خير من الدنيا وما فيها". وفي حديث أبي سعيد الخدري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (٤): لشبر من الجنة خير من الدنيا وما عليها، انفرد به ابن ماجه وهذا الحديث صحيح ويوضحه الحديث الآخر [وموضع سوط أحدكم من الجنة خير] (٥) من الدنيا وما فيها ولا شك في ذلك لأن موضع السوط والشبر من الجنة باق والدنيا فانية والباقي وإن قل خير من الفاني وإن كثر، اهـ. قاله في


(١) سورة الواقعة، الآية: ٣٠.
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٦/ ١٩٩) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ٩٠): رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
(٣) هذان اللوحان ٢٧٨ و ٢٧٩ بين المعقوفين سقطا من الأصل وأثبتا من النسخة الهندية.
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤٠٢٣). وابن ماجه (٤٣٢٩)، وهناد، في "الزهد" (٥).
(٥) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.