حديثا خرج البخاري منها ثمانية. توفيت سنة إحدى وخمسين على الأصح وقيل سنة ست وستين وقد بلغت ثمانين سنة ودفنت بسرف بفتح السين المهملة وكسر الراء وبالفاء وصلى عليها عبد الله بن عباس، وسرف على أميال مختلف فيها من مكة أشهرها عشرة أميال والله أعلم.
قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الرجل ليشتهي الطير في الجنة فيجيء مثل البختي حتى يقع على خوانه" تقدم أن البخت الإبل الخراسانية، قاله الحافظ، وتقدم الكلام على الخوان في عيش السلف -رضي الله عنهم- مبسوطا.
٥٦٩٤ - وَرُوِيَ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ -رضي الله عنه- قَالَ قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- إِن فِي الْجنَّة طائرا لَهُ سَبْعُونَ ألف ريشة يَجِيء فَيَقَع على صَحْفَة الرجل من أهل الْجنَّة فينتفض فَيَقَع من كل ريشة لون أَبيض من الثَّلج وألين من الزّبد وألذ من الشهد لَيْسَ مِنْهَا لون يشبه صَاحبه ثمَّ يطير رَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا وَقد حسن التِّرْمِذِيّ إِسْنَاده لغير هَذَا الْمَتْن (١).
٥٦٩٥ - وَعَن سليم بن عَامر -رضي الله عنه- قَالَ كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُونَ إِن الله لينفعنا بالأعراب ومسائلهم قَالَ أقبل أَعْرَابِي يَوْمًا فَقَالَ يَا رَسُول الله ذكر الله عز وَجل فِي الْجنَّة شَجَرَة مؤذية وَمَا كنت أرى أَن فِي الْجنَّة شَجَرَة تؤذي صَاحبهَا قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- وَمَا هِيَ قَالَ السدر فَإِن لَهُ شوكا مُؤْذِيًا قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- أَلَيْسَ الله يَقُول فِي سدر مخضود الْوَاقِعَة خضد
(١) أخرجه ابن أبى الدنيا في صفة الجنة (١٠٧). وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (٢٢٠٩). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.