صحيح، والبيهقي بإسناد حسن، وتقدم حديث أبي هريرة المتفق عليه بنحوه.
قوله:"وعن عبد الله بن مسعود" تقدم. قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أول زمرة يدخلون الجنة كأن وجوههم ضوء القمر ليلة البدر والزمرة الثانية على لون أحسن كوكب دري في السماء" أي أنهم في إشراق وجوههم على صفة القمر ليلة تمامه وكماله وهي ليلة أربع عشرة كما تقدم. والزمرة الجماعة والزمرة الأولى هم السبعون ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب أو سبعمائة ألف متماسكون آخذ بعضهم ببعض لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم ويحتمل أنه عبر عن السبعين ألفا بالعدد الكثير من غير إرادة حصر والله أعلم واقتصر في هذه الرواية على [ذكر صفة] الزمرة الأولى وبين في الرواية الأخرى أن الثانية على أشد كوكب دري في السماء إضاءة والدري هو الكوكب العظيم.
قيل سمي دريا لبياضه كالدر، وقيل لإضاءته وقيل لشبهه بالدر في كونه أرفع من باقي النجوم كالدر أرفع الجواهر والله أعلم.
قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لكل واحد منهم زوجتان من الحور العين" الحديث، والزوجتان بالتاء والمشهور حذفها.
فإن قلت: ما [وجه] التثنية وقد تكون أكثر، قلت: قد تكون التثنية نظرا إلى ما ورد في قوله تعالى: جثتان وعينان ومدهامتان، أو يراد به تثنية التكرير نحو لبيك وسعديك، أو هو باعتبار الصنفين نحو زوجة طويلة والأخرى قصيرة أو إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة، اهـ. قاله الكرماني (١).
(١) الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (١٣/ ١٨٦).