للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نعيم أهل الجنان، فذلك قوله تعالى: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ}. وذكر حماد بن سلمة عن ثابت البناني وحجاج الأسود عن شهر بن حوشب (١) قال: إن الله جل ثناؤه يقول للملائكة: إن عبادي كانوا يحبون الصوت الحسن في الدنيا فيَدعونه من أجلي فأسمعوا عبادي فيأخذوا بأصوات من تهليل وتسبيح وتكبير لم يسمعوا بمثله قط. وقال عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد (٢) لأبيه: حدثني علي بن مسلم الطوسي فذكره إلى أن قال: حدثنا مالك بن دينار في قول الله عز وجل: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} قال: يقيم الله سبحانه وتعالى داود -عليه السلام- عند ساق العرش فيقول: يا داود مجدني اليوم بذلك الصوت الحسن الرخيم فيقول: يا إلهي كيف أمجدك وقد سلبتنيه في دار الدنيا فيقول عز وجل فإني أرده عليك. قال: فيزداد صوته، قال: فيستفرغ صوت داود نعيم أهل الجنة، اهـ. الصوت الحسن الرخيم هو الرقيق الشجي الطيب النغمة، وساق العرش هو كذا (٣) قوله: "فيتجلى لهم فيخرون سجدا" الحديث، التجلي هو الظهور وإزالة المانع من الرؤية. والله أعلم.


(١) حادي الأرواح (١/ ١٧٦).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (١٠/ ٣٢٤٠). وعزاه ابن القيم في حادي الأرواح (ص/ ١٧٦): لعبد الله بن الإمام احمد في كتاب الزهد. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (ج ٧/ ١٦٧) لأحمد في الزهد والحكيم الترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مالك.
(٣) بياض بالأصل.