للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ} (١)، دلّ الحديث على خلود أهل الجنة وأهل النار فيهما من غير انقطاع، وعلى مذهب أهل السنة، انتهى. قاله في شرح مشارق الأنوار.

قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: "وإقامة بلا ظعن"، الظعن هو بالظاء المشالة وفتح العين المهملة هو السفر. قوله: "وتقدم حديث أبي هريرة في بناء الجنة وفيه من يدخلها ينعم ولا يبأس ويخلد ولا يموت" الحديث، ينعم بفتح أوله، والعين، معناه تدوم له النعمة.

قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: "ولا يبأس"، معناه لا يصيبه بأس وهو شدة الحال وتغيره، وهو البأس والبأساء والبُؤس والبُؤساء؛ والبؤس ضد النعيم، ففي هذا الحديث إشارة إلى بقاء الجنة وبقاء جميع ما فيها من النعيم، وأن صفات أهلها الكاملة من الشباب لا تتغير أبدًا وملابسهم التي عليهم من الثياب لا تبلى أبدا، وقد دل القرآن على مثل هذا في مواضع كثيرة كقوله تعالى: {وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ} (٢)، وقوله تعالى: {أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} (٣)، وقوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} (٤)، وفيما ذكره صلى الله تعالى من صفة من يدخلها تعريض بذم الدنيا الفانية فإنه من يدخلها وإن نعم فيها فإنه يبأس ومن أقام فيها فإنه يموت ولا يخلد ويفنى شبابه وتبلى ثيابه


(١) سورة الأنبياء، الآية: ٣٤.
(٢) سورة التوبة، الآية: ٢١.
(٣) سورة الرعد، الآية: ٣٥.
(٤) سورة الأحزاب، الآية: ٦٥.