فذلكم الرباط ثلاثا فقيل للاهتمام به وتعظيم شأنه وقيل كرره -صلى الله عليه وسلم- على عادته في تكرار الكلام ليفهم عنه والأول أظهر (١) والله أعلم.
قوله: عن جابر بن عبد الله تقدم.
قوله -صلى الله عليه وسلم- "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويكفر به الذنوب" وفي الحديث "ويرفع به الدرجات بدل "ويكفر به الذنوب" وهذا الباب من تعداد المكفرات والأعمال المضاعفات واسع جدا ولا يبرح المؤمن بين أمر مكفر وأمر رافع للدرجات ثم إن المكفرات لذنوب المؤمن لا تنحصر في أعماله الصالحة بل تكون مما يجريه الله عليه ويقدره من الأسقام والآلام والأعراض التي لا ينفك عنها الإنسان وآخرها الموت وهو كفارة لكل مسلم كما صح في الحديث.
فإن قلت: قد قيد بعض الأحاديث التكفير بالصغائر فماذا يصنع صاحب الكبائر؟
قلت: يلجأ إلى الله تعالى بالتوبة فإن الله يحب توبة العبد ما لم يغرغر كما ثبت في الحديث مما رواه الترمذي وقال فيه: حديث حسن.
قوله: رواه ابن حبان عن شرحبيل بن سعد [أبو سعد الخطمي المدني مولى الأنصار يروي عن أبي هريرة وابن عباس وجابر وعنه ابن أبي ذئب ومالك وكنى عنه ولم يسمه، قال ابن عيينة: كان يفتي ولم يكن أحد أعلم