للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حارثة" قال: فغضبت أختها غضبًا شديدًا، وقالت: يا رسول الله أتزوج ابنة عمتك بمولاك، قالت زينب: وجائتني فأعلمتني فغضبت أشد من غضبها وقلت أشد من قولها، فأنزل الله عز وجل: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (١) قالت: فأرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إني أستغفر الله وأطيع الله ورسوله أفعل يا رسول الله ما رأيت، قالت: فزوجني زيد فكنت أرد عليه فشكاني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمسك عليك زوجك واتق الله" فقال: يا رسول الله إني أطلقها، قالت: فطلقني فلما انقضت عدتي لم أعلم إلا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد دخل علي بيتي وأنا مكشوفة الشعر فعلمت أنه أمر من السماء فقلت: يا رسول الله بلا خطبة ولا إشهاد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الله هو المزوج وجبريل الشاهد" (٢) قال أنس بن مالك: كانت زينب تفتخر على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله من السماء (٣)، وأطعم النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بنى عليها خبزًا ولحمًا (٤)، والله أعلم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك" الحديث، أي: لولا


(١) سورة الأحزاب، الآية: ٣٦.
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير (٢٤/ ٣٩ رقم ١٠٩). وقال الهيثمي في المجمع ٩/ ٢٧٤: رواه الطبراني، وفيه حفص بن سليمان، وهو متروك، وفيه توثيق لين.
(٣) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٨/ ١٠٣) والبخارى (٧٤٢٠)، والترمذى (٣٢١٣)، والطبراني في الكبير (٢٤/ ٣٩ رقم ١٠٧).
(٤) أخرجه البخاري (٤٧٩٤) و (٧٤٢١)، ومسلم (٨٧ - ١٣٦٥) و (٩١ - ١٤٢٨) عن أنس.