للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "مرضاة للرب" مرضاة مفعلة من الرضى ضد السخط أي جدير وخليق برضا الرب تعالى والمرضاة والرضا بمعنى واحد وهو مجاز إذ نفس السواك ليس هو نفس الرضا ولكنه محله (١)، وإنما حصل السواك بمرضاة الرب تبارك وتعالى لأمور منها: إنه يطيب النكهة لتلاوة القرآن وللذكر، وقد جاء في الحديث: "طيبوا أفواهكم للقرآن" (٢) وأن الملك يضع فاه على فيه إذا قرأ (٣)، ولأن الدين النظافة والله يحبها، وربما دل ترك السواك على القذارة فيما عداه، فإذا غفل الإنسان عن أشرف ما فيه وهو وجهه لم ينظفه وهو ظاهر فما خفي بطريق الأولى (٤)، وأيضًا فإنه لعلو مرتبته جعل بدلًا عن الوضوء كمحل صلاة فإنه كان واجبًا في أول الإسلام ثم نسخ بالسواك لكل صلاة (٥)، ففي مسند البزار كان يأمرنا بالوضوء لكل صلاة، فلما شق ذلك عليهم أمرهم بالسواك يعني لكل صلاة كما هو مذكور في أبي داود (٦) فكأنه


(١) المصدر السابق (٣/ ٢٤).
(٢) أخرجه البزار (٦٠٣) عن على بن أبى طالب. وأخرجه البيهقى في الشعب (٣/ ٤٥١ رقم ١٩٤٠) عن سمرة. وقال البيهقى: غياث هذا مجهول. وصححه الألباني في الصحيحة (١٢١٣).
(٣) قاله ابن مفلح في الآداب (٢/ ٣٨٣)، والعينى كما في شرح السنن (١/ ١٦٤)
(٤) شرح الإلمام (٣/ ٢٨ - ٢٩).
(٥) الإيجاز (ص ٢٢٠)، وشرح المشكاة (٣/ ٨٠٥).
(٦) أخرجه أبو داود (٢٢٤٧)، والبزار (٣٣٧٨)، وابن خزيمة (١٣٨). وحسنه الألباني في المشكاة (٤٢٦) وصحيح أبى داود (٣٨).