للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وسعد بن أبي وقاص وعائشة، كان شريح من أصحاب علي بن أبي طالب وشهد معه المشاهد قال: وكان ثقة له أحاديث وكان كبيرًا وقتل بسجستان مع عبيد الله بن أبي بكرة (١).

قوله: قلت لعائشة: بأي شيء كان يبدأ النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل بيته، قالت: بالسواك؛ ولفظ: "كان" للدوام، والحكمة في استعمال السواك إذا دخل بيته لأن الغالب عليه السكوت في الطريق فيتغير فمه بالسكوت فابتدأ بالسواك كيلا يتأذى برائحته أحد، وهذا إرشاد منه - صلى الله عليه وسلم - لأمته إلى استحباب السواك إذا أراد أن يكلم أحد (٢)، وقيل: أما بدأه به عند دخوله بيته فقيل: ليصلي ركعتين عقبه حين يدخل بيته كما استحبها بعضهم عند دخوله المنزل وعند خروجه (٣)، وقيل: التشريع للتنظيف لأجل الأهل، وهذا هو الظاهر لأنه عليه الصلاة والسلام كان يكره أن يوجد منه ريح كريهة كما جاء في قصة شرب العسل (٤)، وقد صانه الله تعالى من ذلك وطيبه وطهره، فلم يوجد ذلك منه أصلا، ولكن فيه تعليم الزوج طريق الألفة بينه وبين زوجته بقطع الروائح الكريهة، وكذلك الزوجة بطريق الأولى، واستحباب التنظيف والتطيب للجماع (٥)، واعلم أن نكهة النبي - صلى الله عليه وسلم - أطيب رائحة من المسك كما


(١) طبقات ابن سعد: ٦/ ١٢٨، وتهذيب الكمال (١٢/ الترجمة ٢٧٢٩).
(٢) المفاتيح (١/ ٣٨٩).
(٣) شرح الإلمام (٣/ ٤٩).
(٤) شرح الإلمام (٣/ ٤٨).
(٥) نهاية المحتاج (٦/ ٢٠٨).