للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

غيره، ولعل محل الخلاف فيما إذا أوردها من لفظه، أما إذا وضع ذلك مسطورًا فلا يترتب عليه من اختلاف الأحاديث فيكثر التغيير حتى لعله يخرج عن المقصود، ونقل ابن الصلاح أن ما في الكتب ليس لأحد أن يغير لفظه ويثبت بدله بمعناه، وإنما رخص في الألفاظ لما في ضبطها من الحرج، وذلك منتف هنا، ولأنه إن ملك تغيير اللفظ فليس له أن يملك تغيير تصنيف غيره (١)، وهذه نكتة مهمة ينبغي إشاعتها، وأما ما نقل عن بعض الناس من تجويز القراءة بالمعنى فقد رجع عنه، وكيف واللفظ معجز ولا يقدرون على أن يأتوا بمثله لفظًا ولا معنى، والله أعلم، قاله في شرح الإلمام؛ ومعنى: "فيسبغ" أن يبالغ في إكمال الوضوء وإتمامه يإيصال الماء مواضعه على الوجه المسنون، والإبلاغ هو الإيصال (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" والثمانية بالرفع صفة للأبواب، فهذا الحديث وغيره يدل على أن أبواب الجنة ثمانية، واستدلوا لذلك بقوله: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} الآية، قال في صفة النار: {فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} (٣) بغير واو، وقالت طائفة: هذه


(١) مقدمة ابن الصلاح (ص ٢١٤).
(٢) الصحاح (٤/ ١٣١٦)، وشرح النووى على مسلم (٣/ ١٢١)، والكواكب الدرارى (٢٢/ ١٣١).
(٣) سورة الزمر، الآية: ٧١.