للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تسامحنا في ذلك إذا لا يتعلق بها حكم شرعي فنبحث عن صحتها (١)، والله أعلم.

والحكمة من دخوله من أبواب الجنة الثمانية التنويه بقدره ورفع ذكره، ولهذا يدعى أبو بكر الصديق من جميعها وكذا من شأنه، ولعل الحديث المذكور فيمن لم يغلب عليه عمل يدعى به فيدعى منها، وأما من غلب عليه الصلاة فيدخل من بابها، وإن دعى من الجميع وكذا في الصدقة والجهاد وغيرها (٢).

تنبيه: ذكر الشيخ يحيى الدين النووي في الأذكار أن من بلغه حديث في فضل عمل فليعمل به ولو مرة ليدخل في زمرة أهله (٣)، قال العلماء: فلما أن أمر صاحب الشرع صلوات الله وسلامه المتوضئ بتطهير الباطن وتطهير الظاهر، شرع له إذ ذاك الدعاء وهو قوله: اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين إشارة منه إن شاء الله تعالى في قبول ما أتى به لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "الدعاء مخ العبادة" فكمل الحال وتمت النعمة وقبل الدعاء بتخييره - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" لأن هذا عبد قد تاب من كل ما جنى وتطهر باطنًا وظاهرًا: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ


(١) انظر: نوادر الأصول (٥/ ٢٦٧)، والتذكرة (ص ٩٥٣ - ٩٥٦)، والتوضيح (١٣/ ٤٠ - ٤١)، وإرشاد السارى (٥/ ٢٧٨).
(٢) شرح الإلمام (٥/ ١٦٧ - ١٦٨).
(٣) الأذكار (ص ٣٥).