للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

البعل إذا تعصت عليه حليلته، ولا أن ينصب فإنها كفته كلّ نصب وأمنته من كلّ وجه وهونت عليه كلّ مكروه وأراحته ببيتها من كلّ كدر ونصب فوصف منزلها الذي بشرت به بالصفة المقابلة لفعلها [وصورته]، وأما قوله: "من قصب" ولم يقل من لؤلؤ وإن كان المعنى واحدا ولكن في اختصاصه بهذا اللفظ من المشاكلة المذكورة والمقابلة بلفظ الجزاء للفظ العمل أنها رضي الله عنها كانت قد أحرزت قصب السبق إلى الإيمان دون غيرها من الرجال والنسوان فاقتضت البلاغة أن يعبر بالعبارة المشاكلة لفعلها في جميع ألفاظ الحديث (١)، والله أعلم.

٤٢٢ - وَرُوِيَ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا عَن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ من بنى مَسْجِدا لا يُرِيد بِهِ رِيَاء وَلا سمعة بنى الله لَهُ بَيْتا فِي الْجنَّة" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط (٢).

قوله: عن عائشة، تقدم الكلام على بعض مناقبها، ومن مناقبها أيضًا أن الملك نزل على رسول الله بصفتها في سرقة من حرير فأراه إياها قبل أن


(١) الروض الأنف (٢/ ٤٢٩)
(٢) أخرجه الطبراني في الأوسط (٧/ ١١١ رقم ٧٠٠٥). وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن المثنى إلا محمد بن عيسي، تفرد به: هشام بن عمار، ولم يروه عن عطاء، عن عائشة إلا كثير بن عبد الرحمن الكوفي، والمثنى بن الصباح. وقال الهيثمي في المجمع ٢/ ٨: رواه الطبراني في الأوسط وفيه المثنى بن الصباح، ضعفه يحيى القطَّان وجماعة، ووثقه ابن مَعين في رواية وضعفه في أخرى. وحسنه الألباني في الصحيحة (٣٣٩٩) وصحيح الترغيب (٢٧٤).