للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هذا لفظ البخاري، وهذا الحديث متفق عليه (١)، وفي البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة: أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد، أو شابًّا ففقدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأل عنها أو عنه فقالوا: ماتت وذكر الحديث، إلى أن قال: "إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله ينورها بصلاتي عليها" وهذا الحديث قد اختلف فيه: هل كانت امرأة أو رجلًا، وقد روي بالشك، وعند ابن ماجه: أن امرأة سوداء، وعنه في طريق آخر ورجل فلعلهما اثنان.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فهلا آذنتموني" إلى آخره، أي: فهل لا أعلمتموني؟ وفي رواية أبي الشيخ: أم محجن؛ والحاصل من الحديث أن من دفن بغير صلاة فإنه يصلى على قبره ولا يخرج ولا يترك بغير صلاة، وفيه سؤاله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه المسكينة، ففيه تنبيه على أن لا تحتقر مسلم ولا تصغر أمره.

وفيه: بيان ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - من التواضع والرفق بأمته، وحسن تعهده وكرم أخلاقه ورأفته ورحمته والقيام بحقوقهم والاهتمام بمصالحهم في آخرتهم ودنياهم. وفيه: دليل على ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - من الخلق الجميل في العفو وأنه أمر أصحابه فلم يفعلوا ما أمرهم به وله معاتبتهم.

وفيه: دليل لاستحباب الإعلام بالموت وذلك ردًّا على من قال: إذا مت لا تشعروا بي أحدًا [وسلوني] إلى ربي سلًا (٢)، وقد كان جماعة يكرهون


(١) أخرجه البخاري (١٢٤٧)، ومسلم (٦٨ و ٦٩ - ٩٥٤) عن ابن عباس.
(٢) قاله الربيع بن خثيم كما في الزهد (١٩٩٦) لأحمد بن حنبل، وهو مذهب حذيفة وابن مسعود وعلقمة.