للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٧٠ - وَعَن أبي مُوسَى - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِن أعظم النَّاس أجرا فِي الصَّلَاة أبعدهم إِلَيْهَا ممشى فأبعدهم وَالَّذِي ينْتَظر الصَّلَاة حَتَّى يُصليهَا مَعَ الإِمَام أعظم أجرا من الَّذِي يُصليهَا ثمَّ ينَام" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَغَيرهمَا (١).

قوله: عن أبي موسى الأشعري، تقدم الكلام على فضائله.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدهم ممشى" الحديث، ففي هذا الحديث الحث على كثرة الخطا إلى العبادات وجبر من بعدت داره بذلك، فإن بني سلمة أرادوا أن يتحولوا من منازلهم ليقربوا من المسجد فيفوزوا فقال: "ألا تحتسبون آثاركم" يعني خطاكم، وكره أن تعري المدينة فرأى عمارتها وكثرة الخطا في العبادة تعادل قربهم إذا احتسبوه عند الله تعالى وأخلصوا فيه، وسبب ذلك أن بكل خطوة ترفع درجة وتحط خطيئة ذهابا واختلفوا في الإياب، والظاهر أنه كذلك، وفي صحيح مسلم: "إني أحب أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت" وفي آخره: "قد جمع الله لك ذلك كله" (٢) وهذا على قدر الشدة كما جاء في الصحيح: "لا ينهزه إلا الصلاة"، وفيه المشقات في العبادات تكثر الأجور كما جاء في إسباغ الوضوء على المكاره وغير ذلك، وقد يأتي الأمر بخلاف ذلك في أشياء محصورة والغالب الأول (٣)، وقد جاء أنه عليه الصلاة السلام قال لعائشة: "أجرك على


(١) أخرجه البخاري (٦٥١)، ومسلم (٢٧٧ - ٦٦٢)، والبزار (٣١٦٦)، وابن خزيمة (١٥٠١).
(٢) أخرجه مسلم (٢٧٨ - ٦٦٣) عن أبي بن كعب.
(٣) انظر: شرح السنة (٢/ ٣٥٤)، والمنخول (ص ٩١)، والميسر (١/ ٢٠٢)، وقواعد الأحكام (١/ ١٧٣ - ١٧٤)، وإحكام الأحكام (٢/ ٣٠٤)، والعدة (٣/ ١٦٨٣).