للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: عن أبي هريرة، تقدم.

قوله: "من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله نزلا في الجنة كلما غدا أو راح" الحديث، الغدو هو الذهاب والرواح هو الرجوع، وقد استعمل الغدو والرواح في جميع النهار، وفي الأحاديث من هذا غدا بمعنى سار بالغدو، قاله عياض (١) أي: من أسرع إلى المسجد أولًا فأجره أعظم كما فى الجمعة من راح ولم يرد بالرواح آخر الليل بل أصل الرواح ما بعد الزوال، ويطلق على البكور والغداة (٢).

قوله: "أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح" والنزل بالضم ويجوز السكون ما يعد للضيف من الطعام والشراب عند قدومه، قال أهل اللغة: النزل ما يهييء للنزيل، والنزيل: الضيف، قال الشاعر:

نزيل القوم أعظمهم حقوقًا ... وحق الله في حق النزيل

يعني: عادة الناس أن يقدموا طعامًا إلى من دخل بيوتهم والمسجد بيت الله، ومن دخله في أي وقت كان من ليل أو نهار يعطيه أجره من الجنة ولأن الله أكرم الكرماء فلا يضيع أجر المحسنين قاله في شرح المصابيح (٣).

تنبيه: فى قوله "كلما غدًا أو راح" الحديث فى بعضها أو راح باق، فإن قلت: ما الفرق بين المعنى فى الروايتين، قلت: على رواية الواو لابد من الأمرين حتى يعد له النزل وعلى أو يكفي أحدهما فى الأعداد، وقال بعضهم:


(١) مشارق الأنوار (٢/ ١٢٩).
(٢) انظر: النهاية (٢/ ٢٧٣)، والكواكب الدراري (٥/ ٤٨)، ونخب الأفكار (٢/ ٤٥٢).
(٣) المفاتيح (٢/ ٦٤).