للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تعالى وغير ذلك مما في معناه، والمساجد محل نزول الرحمة، والأسواق ضدها، وسميت المساجد والأسواق بلادًا: لأن البلد عبارة عن مأوى الناس كذا في التحفة، ويجوز أن يكون محمولا على حذف المضاف أي: أحب أماكن البلاد وأبغض أماكن البلاد، والحب والبغض من الله تعالى إرادته الخير والشر وفعل ذلك بمن أسعده أو أشقاه والله أعلم.

٤٩٠ - وَعَن جُبَير بن مطعم - رضي الله عنه - أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله أَي الْبلدَانِ أحب إِلَى الله وَأي الْبلدَانِ أبْغض إِلَى الله قَالَ لا أَدْرِي حَتَّى أسأَل جِبْرِيل -عليه السلام- فَأَتَاهُ فَأخْبرهُ جِبْرِيل أَن أحسن الْبِقَاع إِلَى الله الْمَسَاجِد وَأبْغض الْبِقَاع إِلَى الله الأسْوَاق رَوَاهُ أَحْمد وَالْبَزَّار وَاللَّفْظ لَهُ وَأَبُو يعلى وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح الإِسْنَاد (١).


(١) أخرجه أحمد (٤/ ٨١) (١٦٧٤٤)، والبزار (٣٤٣٠) و (٣٤٣١)، وأبو يعلى (٧٤٠٣)، والطبراني في الكبير (٢/ ١٢٨ رقم ١٥٤٥ و ١٥٤٦)، والحاكم ١/ ٨٩ - ٩٠ و ٢/ ٧، والخطيب في الفقيه والمتفقه (٢/ ١٧٠). قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن جبير بن مطعم إلا بهذا الإسناد، وعبد الله بن محمد بن عقيل قد احتمل الناس حديثه، وقد بينا ما يجب في حديثه في غير هذا الموضع وقد روي هذا الكلام عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه، فاجتزينا بحديث جبير إلا أن يزيد أحد ممن روى ذلك عن رسول الله فنخرج ذلك لعلة الزيادة، ولم يرو ابن عقيل عن محمد بن جبير غير هذا الحديث.
وصححه الحاكم وتعقبه الذهبى فقال: فيه زهير وهو ذو مناكير هذا منها وابن عقيل فيه لين. وقال الهيثمي في المجمع ٢/ ٦: رواه البزار، وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو مختلف في الاحتجاج به، وله طريق من غير ذكر المساجد عند أحمد وأبي يعلى تأتي في البيع إن شاء الله. وقال في ٤/ ٧٦: رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في الكبير هكذا، =