للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فله الحمد على توفيقه للخير وإظهاره والإثابة عليه وعلى ستره للقبيح ومحبته ستره وكراهة إشاعته (١) وفيه فضيلة صلاة العصر والصبح لاجتماع الملائكة فيهما وهما المراد بقوله تبارك وتعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} (٢) كما قاله جرير بن عبد الله (٣).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ثم الذين باتوا فيكم" الحديث ولم يذكر عروج الملائكة الذين كانوا بالنهار ولا أن الله تعالى يسألهم كيف تركتم عبادي كما سأل ملائكة الليل فهل يظهر لذلك معنى أو لا؟ والجواب عنه: أن الليل محل اختفاء واستتار عن الأعين وإغلاق الناس أبوابهم على ما يبيتون عليه فكان سؤال ملائكة الليل أبلغ في أنهم لم يروا إلا خيرا من مجيئهم إليهم وهم يصلون وتركهم وهم يصلون بخلاف النهار فإنه محل الانتشار والإظهار وإن أمكن الاختفاء فيه والإظهار في الليل ولكن جرى على غالب الأحوال (٤).

سؤال آخر: ملائكة الليل إذا صلوا معهم صلاة الصبح عرجوا فحسن سؤالهم ليجيبوا بما فارقوهم عليه وملائكة النهار قد لا يعرجون بعد الصلاة بل يستكملون في الأرض بقية النهار لأنهم يضبطون ما وقع في جميع النهار


(١) شرح النووي على مسلم (٥/ ١٣٣)، والمفهم (٦/ ٤٩)، وطرح التثريب (٢/ ٣٠٦ - ٣٠٧).
(٢) سورة طه، الآية: ١٣٠.
(٣) طرح التثريب (٢/ ٣٠٥).
(٤) طرح التثريب (٢/ ٣٠٦).