للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "والحمد لله تملأ الميزان" أي التلفظ بهذه الكلمة فالمراد ثوابها يملأ ميزان قائلها خيرا (١).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وسبحان الله والحمد لله تملأن أو تملأ ما بين السماء والأرض" فشك الراوي فى الذي يملأ ما بين السماء والأرض هل هو الكلمتان أو إحداهما وهل المراد أنهما يملأن ما بين السماء والأرض أو أن كلا منهما يملأ ذلك وهذا محتمل (٢) يعني أن ثواب تلك الكلمات قدر أجساما لملأت تلك الأجسام كفة الحسنات وملأت ما بين السموات والأرض كل ذلك عبارة عن وفور الثواب لكون الحمد من أعلى مقامات العبد وبكل حال فالتسبيح دون التحميد في الفضل كما جاء صريحا في حديث عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو والرجل الذي من بني سليم أن التسبيح نصف الميزان والحمد لله تملوه وتتمة ذلك أن التحميد إثبات المحامد كلها فدخل في ذلك إثبات صفات الكمال ونعوت الجلال كلها والتسبيح هو تنزيه الله تعالى عن النقائص والعيوب ولإثبات أكمل من السلب ولهذا لم يراد إلا التسبيح مجرد ولكن مقرونا بما يدلّ على إثبات الكمال فتارة يقرن بالحمد كقوله "سبحان الله وبحمده سبحان الله والحمد لله"، وتارة باسم من الأسماء الدالة على العظمة والجلال كقوله: "سبحان الله العظيم" فإن كان حديث أبي مالك يدلّ على أن الذي يملأ ما بين السماء والأرض هو مجموع التسبيح والتكبير


(١) التعيين (ص ١٧٥)، والمفاتيح (١/ ٣٤٦).
(٢) جامع العلوم والحكم (٢/ ٦٤١).