نصف ليلة وإن صلى الصبح في جماعة كتب له قيام ليلة قال ابن حزم وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال "من صلى العشاء والصبح في جماعة كتب له قيام ليلة"، ومنها: أن الملائكة تصلي على منتظر الجماعة يقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه أو يحدّث ومنها: أن من خرج إلى المسجد لقصد الجماعة كتب له من كلّ خطوة حسنة وحطت عنه بكل خطوة سيئة ورفع الدرجة فإذا حضر المسجد وانتظر الصلاة كتب له أجر مصلٍ (١). فهذه الخصال التي تقدمت تنبيه على ما سواها من أنواع العبادات والله أعلم.
٥٨٧ - وَعَن ابْن مَسْعُود - رضي الله عنه - قَالَ من سره أَن يلقى الله غَدا مُسلما فليحافظ على هَؤُلاءِ الصَّلَوَات حَيْثُ يُنَادى بِهن فَإِن الله تَعَالَى شرع لنبيكم - صلى الله عليه وسلم - سنَن الْهدى وإنهن من سنَن الْهدى وَلَو أَنكُمْ صليتم فِي بُيُوتكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا المتخلف فِي بَيته لتركتم سنة نَبِيكُم وَلَو تركتُم سنة نَبِيكُم لَضَلَلْتُمْ وَمَا من رجل يتَطَهَّر فَيحسن الطّهُور ثمَّ يعمد إِلَى مَسْجِد من هَذِه الْمَسَاجِد إِلَّا كتب الله لَهُ بِكُل خطْوَة يخطوها حَسَنة وَيَرْفَعهُ بهَا دَرَجَة ويحط عَنهُ بهَا سَيِّئَة وَلَقَد رَأَيْتنَا وَمَا يتَخَلَّف عَنْهَا إِلَّا مُنَافِق مَعْلُوم النِّفَاق وَلَقَد كَانَ الرجل يُؤْتى بِهِ يهادي بَين الرجلَيْن حَتَّى يُقَام فِي الصَّفّ وَفِي رِوَايَة لقد رَأَيْتنَا وَمَا يتَخَلَّف عَن الصَّلَاة إِلَّا مُنَافِق قد علم نفَاقه أَو مَرِيض إِن كَانَ الرجل ليمشي بَين رجلَيْنِ حَتَّى يَأْتِي الصَّلَاة وَقَالَ إِن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - علمنَا سنَن الْهدى وَإِن من سنَن
(١) تسهيل المقاصد (لوحة ٣٧ و ٣٨ و ٣٩)، وكشف الأسرار (لوحة ٤٠ و ٤١).