للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: تقدم حديث عقبة يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظية يؤذن بالصلاة فيقول: "الله انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني قد غفرت لعبدي" الحديث.

قوله: يعجب ربك أي يرضي ويسر لأن التعجب في حق الله محال [لأنه لا يخفى عليه شيء من الأشياء فالتعجب يكون مما خفي حتى يبدو ولم يعلم (١)] والشظية هي القطعة تقطع من الجبل ولم تنفصل منه.

فرع: يختم به الباب "من صلى في فضاء من الأرض بأذان وإقامة وكان منفردا وحلف أنه صلى بالجماعة لا كفارة عليه لأنه روي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أذن وأقام في فضاء من الأرض وصلى وحده صارت الملائكة خلفه صفوفا فإذا حلف على هذا المعنى لا يحنث" قاله الحناطي في فتاويه (٢) قاله في هادي النبيه.


(١) هذا تأويل باطل مخالف لما عليه السلف من إثبات صفة التعجب قال ابن تيمية في الواسطية (ص ١١ - ١٢): ثم في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فالسنة تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه وما وصف الرسول به ربه عز وجل من الأحاديث الصحاح التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول وجب الإيمان بها فمن ذلك مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره، ينظر إليكم أزلين قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرَجكم قريب" إلى أمثال هذه الأحاديث التي يخبر فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ربه بما يخبر به فإن الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك.
(٢) قاله السبكى في قضاء الأرب (ص ٣٤٢) وعنه السيوطى في الأشباه (ص ٢٥٨) والحبائك (ص ٢٥٧).