للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: عن أبي هريرة، تقدم الكلام على فضائله.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال أحدكم في الصلاة ما دامت الصلاة تحسبه" الحديث، أي: مادام انتظار الصلاة يحبسه في المسجد، فحذف المضاف وأعرب المضاف إليها بإعرابه.

قوله: "لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة" المراد بالأهل الزوجة، هذا هو المشهور، أي: لا يمنعه شيء إلا انتظار الصلاة، ومعنى الانقلاب إلى الأهل الرجوع إليهم.

قوله: "والملائكة تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يقم من مصلاه أو يحدث" وفي بعض طرق الحديث قال أبو رافع لأبي هريرة: وما يحدث؟ قال: يفسو أو يضرط بكسر راء يضرط قاله النووي (١) والدال في يحدث مخففة لما روي أن أبا هريرة لما روى هذا الحديث قال له رجل من حضرموت: وما يحدث يا أبا هريرة؟ قال: "فساء أو ضراط" ومن شدد الدال فقد غلط (٢)، وإنما فسره أبو هريرة بهذا تمسكا بالعرف الشرعي، وقد فسره غيره بأنه الحدث الذي هو يصرفه عن إحضار قصد الصلاة، ويحمله على الإعراض عن ذلك وهو تمسك بأصل اللغة وحمله بعضهم على إحداث مأثم (٣)، وجوز بعضهم أن يراد بالحدث الكلام القبيح من الشتم والغيبة،


(١) شرح النووي على مسلم (٥/ ١٦٦ - ١٦٧).
(٢) شرح المصابيح (١/ ٤٢٥).
(٣) المفهم (٦/ ٧٦)، وطرح التثريب (٢/ ٣٦٨).