للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فضل فيها أو تبطلها كالزيادة في عدد الطهارة وعدد ركعات الصلاة، ويحتمل أن يكون المراد مطلق الزيادة سواء كانت من التهليل أو من غيره أو منه ومن غيره قال وهذا الاحتمال أظهر وظاهر إطلاق الحديث أنه يحصل هذا الأجر المذكور في هذا الحديث لمن قال هذا التهليل مائة مرة في نومه سواء قالها متوالية أو متفرقة في مجالس أو بعضها أول النهار وبعضها آخره لكن الأفضل أن يأتي بها متوالية في أول النهار لتكون حرزا له في جميع نهاره (١) والله أعلم.

قوله: في رواية للطبراني في الكبير من حديث أبي الدرداء "وكن له في يومه ذلك حرزا من كلّ مكروه وحرسا من الشيطان" الحديث، يعني أن الله تعالى يحفظه من الشيطان في ذلك اليوم فلا يقدر منه على مذلة ولا وسوسة ببركة تلك الكلمات قال العُلماء يعني أن هذه الكلمات ثوابها عظيم بمنزلة ثواب من أعتق عشر رقاب كما مر في الأحاديث المتقدمة وقد صح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "من أعتق رقبة واحدة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار" ثم يزاد مع ذلك "كتب مائة حسنة ومحا مائة سيئة" فجمع له ذلك كلّه وكل واحدة من هذه الحسنات مضاعفة بعشر كما قال تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} (٢) قال وهذه الأجور العظيمة والفوائد الجمة إنما تحصل كاملة لمن قام بحق هذه الكلمات فأحضر معناها بقلبه وتأملها بفهمه واتضحت له معانيها وخاض في بحار معرفتها ورتع في رياض زهرتها ووصل


(١) شرح النووي على مسلم (١٧/ ١٧).
(٢) سورة الأنعام، الآية: ١٦٠.