للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الفجر والبرد.

قوله: "أستغفر الله" أي أطلب المغفرة فإن السين للطلب ولا فرق بين أستغفر الله واللهم اغفر لي، ووقع في كلام رابعة العدوية استغفارنا يحتاج إلى استغفار كثير وعن بعضهم الاستغفار باللسان توبة الكاذبين (١) وما أوقعهم في هذا إلا أنهم ظنوا أن هذا معناه التوبة فنظروا إلى شروط التوبة وهى الندم والإقلاع والعزم على عدم العود فوجدوها مخلة باصرارهم على ما هم عليه في هذا (٢) والحكمة في الاستغفار عقب الصلاة أن الدعاء إذا تقدمه عمل صالح وجب إجابته ويحتمل أنه شرع بسبب تقصير أو غفلة أو خلل يقع في صلاة الشخص ففعله تعليما للأمة وأما تكراره ثلاثًا وكذلك في كثير من الأدعية فلما فيه من الإلحاح والافتقار والاحتياج للمطلوب للدعاء (٣)، وقوله اللهم هذه الميم عوض عن يا النداء (٤) وقال بعضهم إنها جامعة لتنزيهه سبحانه وتعالى (٥) والله أعلم قاله في شرح الإلمام.

والمراد بتكفير الذنوب الصغائر وتقدم تفسير زبد البحر في الأحاديث قبله وفي رواية أخرى "كفرت عنه ذنوبه وإن كان فر من الزحف" أي فر من الجهاد


(١) الأذكار (ص ٦٢٢).
(٢) انظر: المفهم (٢/ ٣٢)، وجامع العلوم والحكم (٣/ ١١٦٨).
(٣) انظر: إكمال المعلم (٢/ ٥٤٣)، وشرح النووي (٤/ ٢٠٢)، والنفح الشذى (٤/ ٥٦٣)، واللامع الصبيح (١٥/ ٣٤٥)، وفتح البارى (١١/ ١٠٢).
(٤) الزاهر (١/ ٥١)، وكشف المشكل (٢/ ٢٩٨)، والمفهم (٥/ ١٩).
(٥) شرح أبي داود (٢/ ٣٥٧).