للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عبد البر حيث قال: لا يخص هذا بالعصر بل يتعدى إلى غيرها من المكتوبات وتقدم ذلك عنه، وخصت العصر بالذكر نفسها على غيرها، وهذا الذي قاله خلاف الظاهر، فإن تخصيص الغير بالذكر إنما كان لفضيلتها على غيرها (١)، وقد ثبت أنها الصلاة الوسطى فلا يلزم أن يثبت لغيرها ما يثبت لها لقيام الفارق، فالصلاة الوسطى أفضل الصلوات وأعظمها أجرا وبها تختم صلوات النهار، ولذلك خصت بالمحافظة عليها (٢)، وقيل: لأنها وسط بين صلاتي الليل وصلاتي النهار، ولذلك وقع الخلاف فيها (٣)، وتقدم ذلك.

٦٨٩ - وَعَن نَوْفَل بن مُعَاوِيَة - رضي الله عنه - أَنه سمع رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُول من فَاتَتْهُ صَلَاة الْعَصْر فَكَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله وَفِي رِوَايَة قَالَ نَوْفَل صَلَاة من فَاتَتْهُ فَكَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله.

قَالَ ابْن عمر: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - هِيَ الْعَصْر رَوَاهُ النَّسَائِيّ (٤).

قوله: عن نوفل بن معاوية، هو نوفل بن معاوية [بن عروة، وقيل: نوفل بن معاوية ابن عمرو الدؤلي، من بني الدؤل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. أسلم وشهد مكة، وهو أول مشاهده، ونزل المدينة وتوفي بها أيام يزيد بن معاوية.


(١) فتح البارى (٤/ ٣٠١ - ٣٠٢)، وطرح التثريب (٢/ ١٧٩).
(٢) كشف المشكل (٢/ ٥٤٠).
(٣) القول التمام (ص ١٨٠).
(٤) أخرجه النسائي في المجتبى ١/ ٥٧٥ - ٥٧٧ (٤٨٥ و ٤٨٦) و (٤٨٧ و ٤٨٨). وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٤٨١).