للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الكريم لا خوفا من الجحيم ولا رجاء دار النعيم فقد وفقك لأعلى رتب الإخلاص وجعلك من عباده المقربين الخواص، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم (١).

وسُئل شقيق عن الإخلاص فقال: هو تمييز العمل من العيوب، كتمييز اللبن من بين فرث ودم سائغًا سهل المرور في الحلق، ويقال: لم يغص أحد باللبن قط (٢).

لطيفة: قال الزمخشري في تفسير قوله تعالى: {مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} (٣) الآية، أي: يخلق الله اللبن وسيطا بين الفرث والدم يكتنفانه وبينه وبينهما برزخ من قدرة الله تعالى لا يبغي أحدهما عليه بلون ولا طعم ولا رائحة بل خالص من ذلك كله، قيل: إذا أكلت البهيمة العلف فاستقر في كرشها طبخته فكان أسفله فرثا وأوسطه لبنا وأعلاه دمًا، والكبد مسلطة على هذه الأصناف الثلاثة تقسمها فتجري الدم في العروق واللبن في الضرع وتبقي الفرث في الكرش فسبحانه ما أعظم قدرته وألطف حكمته لمن تفكر وتأمل انتهى (٤).

فالإخلاص والصدق كل منهما يثمر الآخر ويقتضيه (٥) فلا يتم الإخلاص


(١) المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح ص ٩٧٤ - ٩٧٥.
(٢) الكشاف (٢/ ٦١٦).
(٣) سورة النحل، الآية: ٦٦.
(٤) الكشاف (٢/ ٦١٦).
(٥) مدارج السالكين (٢/ ٣٠).