للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خفي إسلام علي لأنه أخفى إسلامه وظهر إسلام أبي بكر لأنه أظهره، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أولكم واردا على الحوض وأولكم إسلاما علي أسلم علي وهو ابن ثمان سنين" وقيل: أسلم علي وهو ابن خمس عشرة سنة، وقيل: ثلاث عشرة سنة، ولما قتل مصعب بن عمير يوم أحد وكان اللواء معه، أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اللواء بيده وقال: "لأعطين اللواء اليوم لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله" فتشوف الناس من يكون ذلك فأعطاه عليا، وكان عمر يومئذ عشرين سنة، وفي مجمع الأحباب لما كان يوم أحد حمل مصعب بن عمير بيده فلما جال المسلمون ثبت به مصعب فقطعت يده وهو يقول: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} (١) الآية، وأخذ اللواء بيساره فقطعت فحنى على اللواء وضمه بعضده إلى صدره ثم حمل عليه الثالثة بالرمح، فأنفذه فاستشهد وهو ابن أربعين سنة، وقال عبد الله بن الفضل: لما قتل مصعب أخذ اللواء ملك في صورته فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول له في آخر النهار: تقدم يا مصعب فالتفت إليه الملك فقال: ليس بمصعب فعرف النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه ملك أيده، ولم يتخلف علي -رضي الله عنه- عنه -صلى الله عليه وسلم- إلا في غزوة تبوك، تخلف عنه بأمره، زوجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. لفاطمة، وقال لها: "زوجتك أول أصحابي إسلامًا وأكثرهم علما وحكما" أ. هـ قاله في تاريخ كنز الدرر (٢)، وتقدم الكلام على مناقبه مبسوطا.


(١) سورة آل عمران، الآية: ١٤٤.
(٢) كنز الدرر (٣/ ٣١٤ - ٣٢٠).