للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بات طاهرا سجد عند العرش ومن كان ليس بطاهر سجد بعيدا من العرش، قال البيهقي: هكذا جاء موقوفًا (١) أ. هـ.

وهذا وإن كان موقوفا فقد ثبت أن من نام طاهرا بات في شعاره ملك، الحديث، وصفة الملائكة العلو فكان فيه مناسبة لعلو روحه وصعودها إلى الجنان، وفيه: استحباب دوام الطهارة وأنه يستحب الوضوء عقب الحدث وإن لم يكن وقت صلاة ولم يرد الصلاة وهو المراد بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" (٢) فالظاهر أن المراد منه دوام الوضوء لا الوضوء الواجب فقط عند الصلاة والله أعلم.

فائدة: عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة قبل أن ينام، وفي رواية إذا كان جنبا فأراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءه (٣)، وفي رواية عمر قال: يا رسول أيرقد أحدنا وهو جنب قال: نعم إذا توضأ (٤).

حاصل الأحاديث كلها أنه يجوز للجنب أن يأكل وينام ويشرب ويجامع فهل الاغتسال، وفيها: أنه يستحب أن يتوضأ ويغسل فرجه لهذه الأمور كلها ولا سيما إذا أراد جماع من لم يجامعها فإنه يتأكد استحباب غسل ذكره، وقد نص أصحابنا على أنه يكره النوم والأكل والشرب والجماع قبل الوضوء، وهذه الأحاديث تدل


(١) الشعب (٤/ ٢٨٤ رقم ٢٥٢٧).
(٢) أخرجه ابن ماجه (٢٧٧) وابن حبان (١٠٣٧). وقال الألباني: حسن صحيح - الصحيحة (١١٥)، الروض (١٧٧).
(٣) أخرجه مسلم (٢١ و ٢٢ - ٣٠٥).
(٤) البخاري (٢٨٧) و (٢٨٩) و (٢٩٠)، ومسلم (٢٣ و ٢٤ و ٢٥ - ٣٠٦).